Sunday 23rd April,200612260العددالأحد 25 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"وَرّاق الجزيرة"

قرية الغيل بالأفلاج بلاد النخيل والتاريخ والآثار قرية الغيل بالأفلاج بلاد النخيل والتاريخ والآثار
بقلم / راشد بن خريزان القباني

الغيل قرية أثرية قديمة وتعرف بهذا الاسم من العصر الجاهلي حتى وقتنا الحاضر نسبة إلى جريان الماء في الوادي الذي يسمونه المغيال في ذلك الوقت، كما عرفت بوادي السري وذلك نظراً لكثرة زراعة النخيل وخاصة نخيل السري، وتبعد عن مدينة ليلى قاعدة الأفلاج بنحو 40 كيلو مترا من الجهة الشمالية الغربية، ويوجد بها بعض القلاع والحصون التاريخية والمعالم الأثرية الهامة التي تدل على أهمية هذه القرية وقدم تاريخها، ومن أهم تلك الآثار والمعالم التاريخية جبل التوباد الذي يوجد به الغار ويجتمع به قيس بن الملوح مع محبوبته ليلى العامرية في زمن الصبا عندما كانا يرعيان الأغنام في الجبل، وقد تغنى به كثير من الشعراء في العصر الجاهلي كذلك من أهم المعالم الأثرية قصر الشيخ حمد بن ثلاب آل جلال أمير الغيل سابقا حيث ينبهر المشاهد في الوهلة الأولى من هذا القصر الأثري القديم لما يحتويه من طراز معماري فريد ولما يضمه من مقاصير وفتحات على شكل مثلثات في تلك المقصورة بأشكال هندسية جميلة، كذلك فتحات خاصة بالبنادق والسلاح أيام الحروب، كذلك يوجد به بئر قديم لجلب المياه، ومن آثار ومعالم القرية بعض القلاع والحصون التي تطوق القرية من الجهتين الشمالية والجنوبية لأجل حماية القرية من المعتدين في ذلك الوقت قبل حكم الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، حيث كانت الجزيرة العربية تعيش حالة من الفوضى والفساد، ويسر الله لنصرة الأمة الملك عبد العزيز ووحد الجزيرة العربية وأصبحت مملكتنا تنعم بالخير والرخاء والأمن والأمان في ظل حكومتنا الرشيدة، أعزها الله ونصرها وجعلها ذخراً للإسلام والمسلمين آمين، أيضا من الآثار قصر الصعداء وهو قصر أثري قديم يقع في أسفل القرية يحتوي على بعض المعالم الأثرية.
كذلك يوجد في قرية الغيل مقابر أثرية قديمة يقال لها مقابر الأتراك تقع في شعب يسمى المحيجر وشعب يسمى عاصا وجميعها في وسط قرية الغيل.
وقصتها أنه عندما دخل الأتراك الجزيرة العربية في عهد الدولة العثمانية عاثوا في الأرض فساداً وذهب جمع منهم إلى الأفلاج وأخذوا يعبثون في المناطق والقرى ويسلبون الناس بقيادة كبيرهم الذي يدعى رشاش حيث كان قد عزم على غزو قرية الغيل فلما علم الشيخ أمير الغيل قائد القبابنة في ذلك الوقت أن الأتراك سوف يذهبون إلى الغيل أرسل إليهم مندوباً لأجل التفاوض حيث سوف يعطيهم ما يريدون من أموال وحلال ولا يحاربون أهل الغيل، ولكن كبيرهم رشاش رفض الصلح وأخذ بالتوعد، فلما رجع المندوب إلى الأمير أخبره بالأمر، فقال: يا أولاد قبان يا عيال أبوي، دافعوا دون بلادكم ومحارمكم، وأمر القبابنة بأن ينقسموا إلى قسمين بعض منهم يمسكون المحاجي والحصون والقسم الآخر يتقابلون معهم وسط الوادي، ودارت معركة شرسة انتهت بهزيمة الأتراك وقتل عدد كبير منهم وبعضهم فر هارباً على رجليه وهلك من شدة العطش في مكان يقال له الحظافة يقع بين مدينة ليلى وقرية الغيل من الشرق، وكان أحد جيش الأتراك قد فر هارباً وطمر به حصانه من فوق الجبل وهو في الليل ولا يعرف تضاريس المنطقة وهلك هو وحصانه وأصبح الجبل يسمى حالياً مطمر الحصان في شمال قرية الغيل، وقال شاعر من قبيلة القبابنة يدعى محمد بن حمود بن رهيش القباني قصيدته المشهورة التي منها هذه الأبيات:


محمد بن حمود من فوق نضوة
متكملة أوراق المرابيع حايل
لا غابت الصفرة فقطب احبالها
والطارش المشتان نومه قلايل
فلا من جيت من يم ساقه فطرها
يسار لعنبرت العرب والحمايل
ينطحك غمر ما بعد شان وجهه
راعي كرمة ما نقصتها المكايل
إخوانه هل الطولات حسن ولاحم
هل الموقف العالي إلا جاء الصمايل
قبابنة هل الشنح الموالي على الخلا
قبابنة تسقي الحفيف الملايل
جاهم من لا يعرف القيل كافر
شيخ العجم يرجم برجم الهوايل
عطوه يبون العطاء يدفع البلا
وأثره بزوع ما يطيع المحايل
تنكسوا لمخيرات عندهم
ورث الجدود وليس فيها بدايل
عطوه منها مطرة تنثر الدما
وترى مطرها مقعد كل عايل
لولا مطرها ما سكنا الغرايس
ولو هونوا عنا انجوس القبايل
لكن جثايا الروم في وادي السري
هشيم يدربيها حقوق المخايل

كذلك نورد عليكم بعض من القصص والأشعار التي قيلت في الغيل والشيخ حمد بن ثلاب ومن تلك القصائد قصيدة للشاعر ناصر بن دريع العنقودي التي منها:


يا نديبي فوق نابي الفقاير
من نبات العشب نيه ردوم
يم ابن ثلاب منجي العثاير
حمد إللي جعل عمر يدوم
شيخنا اللي يحتمل للخساير
هو سندنا كل ما جاء اللزوم
يوم جانا اللي على الطرش غاير
لاد قبان رموا بالهدوم
ارخصوا الأرواح دون الفطاير
دون خلفات عليها الوسوم
لا لحقنا زايعين العشاير
نشبع السرحان واللي يحوم
شرعنا المركاض والعج ثاير
لا غدا البارود مثل الغيوم
لابتي سم على الكبد جاير
من تلقى حربهم ما ينوم

كذلك نورد إليكم بيتين من قصيدة للشاعر غنيم بن سعد الخبيش الذي يقول:


أنشد وتلقى عن فخرنا دواليل
عن حمد بن ثلاب لو كان فاني
شيخٍ يبدى يوم سوق الفناجيل
وتهدى عليه الجيش وأم الحصاني

وفي الختام أشكر المهتمين بالتراث والأدب والأشعار والآثار القديمة لما لها من أهمية في المحافظة على التاريخ والأدب لمملكتنا الحبيبة في ظل حكومتنا الرشيدة، أعزها الله ونصرها وجعلها ذخراً للإسلام والمسلمين، آمين.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved