حققت أيسر، التي تحولت من شركة تايوانية منتجة للكمبيوترات الشخصية إلى علامة تجارية كبرى على مستوى العالم ، النمو النشط، والتحول الكبير في الثروات وفي نموذج أعمالها منذ إعادة هيكلتها في العام 2001 .
وخلال الخمسة أعوامٍ الماضية، حوَل التقدم السريع أيسر، الشركة المنتجة للكمبيوترات الشخصية والطرفيات، إلى علامة تجارية مسيطرة في العالم استطاعت خلال وقت قصير أن تكسب احترام وشراكة واحدة من العلامات التجارية العالمية العريقة، فيراري. ومع كل هذا النجاح، يعترف مدراء أيسر التنفيذيون بأن التخلص من صناعة أيسر القديمة أو صورتها الإنتاجية لم يتم بنفس سرعة سيارة الفورميولا ون، تلك السرعة التي تشهدها كل المجالات الأخرى من أعمال الشركة.
ومما يثير الاستغراب، أن خطوة الشركة في الابتعاد عن قاعدتها الإنتاجية، في إطار سعيها للتحول إلى مؤسسة عالمية تقودها علامتها التجارية، هي التي زودت أيسر بنموذج الأعمال المناسب الذي مكنها من أن تصبح شركة رائدة على مستوى العالم وفي خمسة أعوام فقط.
وربما يرجع ذلك، على المستوى السطحي، إلى أن المستهلك لم ير أيسر تمر في تحول كبير مشابه للتحول الذي مرت به شركة نوكيا ( فشركة الهواتف الخليوية الفنلندية كانت في الأصل شركة لمعالجة أخشاب شجر الغابة ثم تحولت في العام 1970 إلى ما هي عليه الآن). ولكن، ورغم أن الكمبيوترات الشخصية والطرفيات ظلت تحتل مركز الاهتمام الأول في عمل أيسر الأساسي، إلا أن تحول أيسر من منتج إلى شركة تقودها علامتها التجارية، وتقوم بتعهيد أعمالها بدلاً من انتاجها، وتتفاعل مع حاجات عملائها بدلاً من رمي منتجاتها في الأسواق، هو لعبة أخرى مختلفة كاختلاف الكريكت عن كرة القدم.
ومن الواضح أن ما لم يتم تجاهله، وما لا يمكن أن يتم تجاهله، من المستثمرين والمنافسين على حدٍ سواء، هو أن أيسر الآن شركةٌ ينظر إليها على أنها أسرع الشركات المنتجة لتقنية المعلومات نمواً في العالم. ولا يوجد ما هو أدل على ذلك من احتلال أيسر للموقع الثالث على قائمة نخبة الشركات المنتجة للكمبيوترات.
وفي العديد من أسواق الشرق الأوسط، تفوقت أيسر حتى على نجاحها العالمي بتحقيقها للمركز الأول على لائحة الشركات المنتجة للكمبيوترات في المملكة العربية السعودية وعلى امتداد الأرباع الثمانية المتعاقبة الأخيرة ( حتى مارس 2006). وبالنسبة للحصص السوقية، تتمتع أيسر بحصة سوقية مذهلة في المملكة العربية السعودية بنسبة 30%. وتثير هذه النسبة الإعجاب، ليس بسبب الأرباح والمبيعات في أكبر سوقٍ خليجية فقط، بل وكما يوضح كريشنا ميرثي، المدير العام لشركة أيسر كمبيوتر الشرق الأوسط: « تعرف المملكة العربية السعودية بمستهلكها الذي يمتاز بقوة شرائية تفوق المعدل، وبانتقائية عالية في مجال المنتجات التقنية، بالإضافة إلى أن سوقها هو السوق الأول في المنطقة الذي يستقطب أحدث المنتجات التقنية. ولا تنحصر سياستنا في وضع أفضل الأسعار لمنتجاتنا، بل تتجاوز ذلك إلى تلبية حاجات القاعدة الواسعة من عملائنا من خلال توفير منتجاتٍ عالية الجودة وتكريس سمعتنا كالشركة الأسرع في الوصول إلى السوق، وحتى قبل بدء المنافسة».
ويؤكد الناطقون باسم أيسر على الأهمية الكبيرة لسوق السعودية بالنسبة لعمليات أيسر في الشرق الأوسط، ومع جايتكس السعودية، والذي يبدأ اليوم الأحد 23 ويمتد إلى 27 أبريل 2006، سوف تخطو الشركة خطوة أخرى للأمام، وستعزز التزامها بأكبر سوقٍ في الخليج، عن طريق التواجد المباشر في المعرض.
وفي الحقيقة، ستعرض العديد من آخر منتجات أيسر، مثل تلفزيون شاشة الكريستال من مقاس 27 بوصة، وأجهزة الكمبيوتر المكتبية للشركات، والمزودات، وجهاز Altos G530، وشاشات اللعب الكريستالية السائلة لأول مرة في المنطقة في هذا المعرض الذي يمتد لخمسة أيام في العاصمة السعودية الرياض.
وأضاف ميرثي: « نستثمر بكثرةٍ في السعودية، كما هو مفترضٌ بالنسبة لأي سوقٍ مركزيةٍ في المنطقة، ونبقى شركةً من عدد قليل من الشركات التي تشارك مباشرةً وليس فقط من خلال شركائنا وموزعينا المحترمين. ونعتقد بأن هذا الاستثمار يعكس التزامنا الواضح بالمملكة، ونحن واثقون من أن ذلك ساهم، وبشكل كبير، في حصتنا السوقية التي وصلت إلى 30%».
وخلال الفترة الماضية، بحثت الشركة عن مجالات جديدة، وهي الآن تدخل سوق الإلكترونيات الاستهلاكية، وذلك مع دعم تقنيات الدمج للبيت الرقمي المدار بواقعية والمتماسك. مما يعني أن مشغلات أقراص الفيديو الرقمية والأقراص المضغوطة، والكاميرات الرقمية، وكاميرات الفيديو، وحتى الاتصالات اللاسلكية المتعددة - مع احتلال الكمبيوتر الشخصي لموقع مركزي في شبكة البيت الرقمي - يمكن أن تدار جميعها مركزياً ومن خلال شبكة واحدة. ويمكن حتى أن تتم مشاهدتها من خلال التلفزيون، بدلاً من الكمبيوتر الشخصي، وذلك لاختبار تجربةٍ أكثر تفاعلية مع العائلة.
وترى الشركة، في نطاق ردها على التساؤل عن الغاية من وراء إنشاء خطوط إنتاجية متفرعةٍ عن خطوط الإنتاج الجديدة، أنه من غير المناسب أن تقوم بتوفير منصات وقواعد البيت الرقمي للقرن الواحد والعشرين دون أن توفر المنتجات التي تساعد في تحقيقه.
ويمكن أن تبدو المنتجات الجديدة والخطوط الفرعية للمنتجات، ولأول وهلة، وكأنها أساليب تسويقية ذكية فقط. ولكن أيسر، من خلال الحفاظ على استراتيجيتها المرتكزة على العلامة التجارية، ومن خلال مؤسستها التي تركز على العميل، ترغب في التأكيد على أن التحول عن التصنيع ساهم في تحرير رأس المال الاستثماري ومكن الشركة من التركيز على جهود البحث والتطوير. ويبدو أن ذلك ما حصل، من خلال إطلاق أيسر، ولأكثر من مرة، التقنيات الجديدة قبل غيرها من الشركات. وتقول الشركة بأن التوجه المدفوع ذاتياً، والملبي لحاجات العملاء قبل طلبها، يهدف إلى تلبية متطلبات المستخدم، بدلاً من تزويد العملاء بمنتجات ينظر اليها بشكل متزايد على أنها منتجات غير متميزة.
وأضاف ميرثي:( كنا نعتمد لغة «التمكين» لفترة من الوقت، وفيما كانت هذه الكلمة تشير إلى المنحى الذي نعتمده في التعامل مع نموذج أعمالنا مع توفير القيمة المضافة للمستخدم، أطلقنا مؤخراً حزمة «تقنية التمكين». وتعتبر هذه الحزمة منصةً فريدة وخاصة بأيسر، تم تصميمها لتسهيل استعمال الكمبيوتر وإدارته بأسلوب أكثر اقتراباً من لغة الإنسان بدلاً من لغة الآلة).
ومما يثير الإعجاب، أنه بينما تعتبر هذه الحزمة استثماراً واضحاً يركز على المستخدم، فإن زر التمكين (أو الزر e) ليس إضافة اختيارية، بل إنه متاحٌ مجاناً في كل كمبيوترات أيسر. ويبدو أن ما تقوم به المنصة سهلٌ وأن استخدامها أكثر سهولة. وتشير أيسر إلى أن المنصة تزيل أي عائق قد يواجه المستخدم غير المحترف، وبان إدارة مهمة على الجهاز من خلال منصة التمكين تتم بثلاث نقرات فقط.
وعلى سبيل المثال، إن كان المستخدم يرغب بإطالة فترة استخدام بطارية الكمبيوتر الدفتري، ولكنه يحتاج في الوقت نفسه إلى وظائف محددة تستهلك الكثير من الطاقة، فبإمكانه تحديد الإعدادات الشخصية الخاصة به مثل تخفيض إضاءة الشاشة، أو تقليل سرعة المعالج في نفس الوقت الذي يحافظ فيه على الاتصال بالشبكة، إن رغب بذلك.
كما وتسمح المنصة بالقيام بمهام كانت تعيق المستخدم غير المحترف عن القيام بالوظائف المعقدة أو التي لا يحتاج إليها يومياً. ومن الأمثلة على هذه المهام، تقسيم القرص الصلب أو تحديد منطقة محدودة النفاذ وآمنة على القرص الصلب في كمبيوتر مشترك، مما يعني أن أكثر من يخافون التقنية في العالم سيستطيعون استخدام الكمبيوتر في نطاق أوسع من برنامجي إكسل ووورد.
إذاً، ما الذي ينتظر أيسر في الخمسة أعوام القادمة؟ ربما ما زال على مدراء أيسر أنفسهم أن يقرروا ما الذي يجب أن تكون عليه الخطوة الثورية التالية. ولكن ما هو واضح، أن أيسر شركة تعرف نفسها وعملها جيداً، وبشكل يكفي لتحقيق التغير إذا كان ضرورياً، بحيث تخرج أيسر من هذا التغير أقوى من ذي قبل وبموقع عالمي ريادي. ولا يهم ما هي المفاجآت الثورية التي تحتفظ بها أيسر للأعوام الخمسة القادمة، فمن الغباء المراهنة على أنها لن تستمر في النجاح والبناء على نموها السريع ومحاولة أن تكون الشركة الأولى ليس في الشرق الأوسط فقط، بل في العالم كله.
|