زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى آسيا، والتي أكملها سمو ولي العهد تعتبر من أهم الأحداث الاقتصادية والدبلوماسية للمملكة في هذا العام، وتنطلق هذه الأهمية من عدة جوانب.
* أبرزها هو التأكيد على الجانب الاقتصادي للمملكة كهدف وطموح، ولا سيما أن وصول سعر برميل النفط إلى (72) دولاراً أوجد ما تسميه الأوساط الاقتصادية بالطفرة النفطية الجديدة، تلك الطفرة التي يجب أن تتجاوز كبوات الطفرة الأولى، التي أثقلت عاتق الدولة بقطاع كبير ومترهل وعاجز عن مواكبة طموحات المملكة على العديد من المستويات، وحيث اقتصر القطاع الخاص في تلك المرحلة على المغامرات الفردية الهادفة لجمع كم وافر من الأموال دون تأسيس بنية اقتصادية محلية منتجة وفاعلة.
* أيضا تأتي أهمية الزيارة في كوننا نعيش مرحلة انفتاح اقتصادية للمملكة عبر انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية، جميع هذا لا بد أن يتم عبر مناخ من الثقة الدولية في هذا السوق، سواء من حيث إمكانيته الاستثمارية، أو قدرته على استيعاب رؤوس الأموال وتداولها بشكل آمن وعلى المد الطويل، ولا ننسى تداخل هذا مع السمعة التي ارتبطت باسم المملكة بعد أحدث الحادي عشر من سبتمبر التي لا تبهج عدواً أو صديقاً، بالتالي ستصبح رؤوس الأموال مترددة لا سيما أن هناك مقولة اقتصادية تؤكد بأن رأس المال دوماً (جبان).
* تنويع الأسواق العالمية ومصادر الاستيراد، يحمي سوق المملكة من سيطرة قطب معين على هذا السوق، تلك السيطرة التي قد يتبعها هيمنة على المستوى القرار السياسي، ولعلنا نتفاءل أن (70)% من نفط المنطقة سيتجه إلى الصين بحلول عام 2015 كما يشير العديد من المراقبين، لذا لابد أن تكون الدروب ممهدة لهناك.
* هذه الزيارات المتتالية تبث المفاهيم الحضارية التي تود سياسة المملكة أن تستأنف بها أعوامها المقبلة كونها مملكة للإنسانية وإبراز النقلة الحضارية لهذا المكان ورغبة أهله العميقة في المشاركة في الركب الحضاري العالمي عبر المنجز والإضافة الحضارية.
أخيراً من المردودات الإيجابية لتلك الزيارات الاقتصاد السعودي مقبل على طفرة نفطية كبيرة تلك الطفرة بحاجة إلى أوعية استثمارية تستوعب تلك المداخيل الكبيرة، وانفتاح السعودية على الأسواق السعودية لا يوفر فقط المناخ التجاري الملائم بل يسهم أيضاً في جلب الأفكار والاختراعات بل والفرص، وجميع ما من شأنه تحويل السيولة المادية المجمدة في أرصدة باتجاه مشاريع إنمائية، تخدم البلد ورفاهة المواطن.
ولعل اختيار رئيس دولة عظمى كالصين لزيارة المملكة لهو أول المؤشرات على أثر تلك الزيارة الإيجابي في الشرق ذلك المارد النائم.. أو المنسي.
|