Sunday 23rd April,200612260العددالأحد 25 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

مستعجل مستعجل
ذكريات مع رؤساء التحرير..
عبد الرحمن بن سعد السماري

** لا شك أن الكاتب، أي كاتب.. لديه انطباعات وخواطر عن مسيرته في هذا الميدان.. قد لا يقدر على نشرها.. لأنها لن تنشر.. فكل رئيس تحرير.. لا يقبل أن ينشر كلاماً حول رئيس تحرير آخر.. فإن كان قدحاً.. فهو لا يريده.. بل يريد مجاملة زميله.. وإن كان مدحاً.. فهو يريده لنفسه.. ويعتبر هذا المديح لآخر.. هو من باب الإسقاط عليه.. أو الإساءة له بشكل مباشر.. وبالتالي.. فأي رأي حول رؤساء التحرير.. لن يُنشر في مطبوعة.
** لقد عايشت خلال مسيرتي في الصحافة.. أكثر من عشرين رئيس تحرير.. منهم من هو موجود الآن.. ومنهم من ترك العمل.. ومنهم من لاقى وجه ربه..
** اختلفت معهم.. واتفقنا.. وتخاصمنا.. وتراضينا.. ولي معهم ذكريات تمتلئ حباً.. وشجناً.. وغضباً.. ورضا.. وخصومات.. منها ما انتهى في وقته.. ومنها ما لا يزال معلَّقاً حتى تاريخه.. ومنها.. ما ليس له نهاية.
** كتبت آلاف الزوايا خلال أربعين سنة.. نشر منها ما لا يقل عن (10%) والباقي.. صدَّ عن النشر.. إما لأنه لم يوافق مزاج رئيس التحرير.. وهو الأكثر.. ومنها.. ما صنَّفه رئيس التحرير على أنه (ما له لزوم) ومنها ما رآه (غير مناسب) ومنها ما رآه ساخناً.. ومنها ما رآه بارداً.. ومنها ما رآه سطحياً.. ومنها ما رآه طويلاً.. ومنها ما رآه قصيراً ولا يفي بالغرض.. ومنها ما تم تأويله أكثر مما يحتمل.. ومنها.. ما قد (يزعِّل المعلنين) ومنها.. ما قد يزعِّل المعنيين.. ومنها ما قد يغضب أحداً.. أي أحد.. وبالتالي.. فإن المطلوب.. زاوية لا تغضب أحداً.. وما أكثرها.. عند بعض الزملاء..
** تعاملت مع رؤساء تحرير كثيرين.. جمعتني بهم زمالة تحوَّلت في أكثرها إلى صداقة ومحبة.. حيث إن أكثرهم.. أصدقاء.. والبعض الآخر.. ظلَّت زمالته محل التقدير والاحترام.
** ولكن.. تظل المشكلة التي عانيت منها.. أن 95% من الزوايا التي كتبتها.. لا تمثِّل وجهة نظري كاملة (100%)، بل تمثِّل وجهة نظر رئيس التحرير (سلَّمه الله).. فبعض رؤساء التحرير.. كثير (التشطيب) وبعضهم.. كثير كلمة ( لا تصلح).. ولكن بعضهم جزاه الله خيراً.. يضيف لك شيئاً لم تقله.. ولا يمثِّل وجهة نظرك أبداً.. ومع ذلك.. فهو محسوب عليك.. ويمثِّل رأيك غصباً عنك.. أوَليس هو موقّعاً باسمك؟
** زوايا كثيرة كتبتها في سنوات ماضية.. اكتشفت بعد النشر.. أنه أضيف لها كلام لم أقله.. ولست مقتنعاً به.. ومع ذلك.. أضيف إلى رأيي... على أنه رأيي..
** لقد كتبت (بُحيثاً) أو انطباعات في مائتي ورقة من الحجم الكبير.. هي بالفعل.. انطباعاتي عن رؤساء التحرير العشرين.. أو أكثر من العشرين.. عايشتهم.. وعملت معهم.. وكتبت عندهم.. وأجازوا ما أجازوه.. ورفضوا.. ما رفضوه.
** لقد تحدثت عن تعامل هؤلاء ومزاجيتهم والتزامهم بالعمل.. وأفكارهم وقدراتهم.. وسأحاول نشر هذه الانطباعات.. مع أنها ليست ذات قيمة تهم القارئ.. لكن .. لعلَّها تاريخ لمرحلة من نشأة صحافتنا.. وتذكير بمواقف وذكريات نُسيت وطُويت من صحافتنا.
** سأحاول تلخيص هذه الذكريات في عشر زوايا.. وسأحاول الاتفاق مع رئيس تحرير يقبل أن نتحدث عن عشرين من زملاء المهنة.. بشيء قد لا يعجبهم.
** لا أخفيكم.. أن بعض ما نُشر في زاويتي (في سنين مضت) أفاجأ بتعقيب أو اتصال أو اعتراض أو شكر.. على شيء لم أقله.. بل تفاجأت أنه موجود في الزاوية.. لأن رئيس التحرير (أضاف) من عنده.. ومع ذلك.. عليَّ (ورغم أنفي) أن أتقمّص دور صاحب الفكرة.. الذي أضاف كلمات.. أو عدَّل في عبارة.. أو حذف كلمة.. أو أضاف كلمة.. أحالت المعنى تماماً.. ونُسبت إليَّ.. ما لم أرد قوله.
** بل أحياناً.. تكتب زاوية تنقد وضعاً معيّناً ثم يأتي رئيس التحرير ويعدِّل الزاوية.. لتصبح مدحاً لهذا الوضع.. وتتبدَّل وجهة نظرك 100%.
** قد يقول بعض القراء (يا صِبْرِكّ).. ما دام الأمر كذلك.. كيف تستمر في الكتابة؟
** وأقول.. إن رؤساء التحرير.. ليسوا كلّهم هكذا (فبعضهم) أهون من بعض..
** لا أريد أن أُفسد تلك الزوايا في الاستطراد في الحديث عن رؤساء التحرير.. لكن .. أؤكِّد.. أن بعضهم.. قمة في التعامل والالتزام والدقة والمسؤولية.. والحرفنة الصحفية.. وهؤلاء.. لهم مني.. ومن كل كاتب.. الشكر والتقدير والعرفان.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved