بمنتهى الصراحة والصدق أقولها:
أنا لست من المتشائمين جداً.. ولست من المشجعين الذين ينظرون إلى أنديتهم على أساس الربح والخسارة كأن النادي مجرد سلعة تجارية تخضع للعرض والطلب.. الأندية مسألة صناعة.. تشجيعها موضوع نظرة صافية لا تقبل الجدل أو المناقشة..
أشجع الهلال لأنني أحبه.. واقتنع أنه النادي الأمثل الذي املك الارتياح التام والكامل لوجوده.
كذلك يفعل زميلي الشبابي أو اليمامي أو النصراوي الأمر لدينا جميعا مجرد مفهوم لا نستطيع أن نحيد عنه مهما كان مركزه في سوق البورصة الكروي انخفاضا وارتفاعا..
ولذلك فإن أسوأ الأشياء لدينا كما أعتقد أن تتحول مفاهيمنا نحو التشجيع إلى منحى يغاير ما يجب أن نختطه حتى لا تقودنا هذه المفاهيم إلى مسار مغلوط..
ولأنني غير متشائم.. ولأنني أرفض التقييم المادي ومسألة الطلوع والنزول - كنتيجة -.
فإنني أريد الحديث عن الهلال بعد أن فقد بطولة الوسطى لهذا العام.
وعاد إلى المركز الثاني إثر خسارته الأخيرة..
أريد الحديث عنه من زاوية متفائلة.. وما أكثر الزوايا المتفائلة التي نراها في نادي كالهلال.
أريد أن أقول عنه إن خسارته الأخيرة كانت مجرد كبوة لا تختلف عن الكبوات المتعددة التي عانينا منها نحن المشجعين ولعقنا مرارتها.. ومع ذلك بقينا كما عرفنا أكثر إخلاصا للهلال وشعورا بمكانته في نفوسنا.. لا نيأس..
ونملك من الآمال والتطلعات ما قد يعجز لاعبونا عن حملها إلى المكانة التي نراه خليقا بها أريد أن أقول إن الهلال كنادي.. ككيان لا مجال للاعتراض عليه أو الحديث عنه..
فهو يملك وضعا إداريا قلما يتوفر في كثير من الأندية إخلاصا وممارسة.. ووعيا وإدراكا ومن ثم مراكز اجتماعية يفتخر بها كل رياضي لا كل هلالي فقط!!
ويندر أن توفرها بعض الكيان لنفسها..
فلا مجال للحديث عنها سوى الإشادة.. ولا سبيل لذكرها إلا بالخير والعرفان وهي تقف لتبني هذا الكيان وتسنده وتحميه وترعاه.. في جو قد يضطرب للهروب والابتعاد.. إلا أن إخلاصها وإدراكها لواجباتها ومسؤولياتها تدفع بها إلى الصبر والبقاء.. والاحتكاك بنماذج.. تعرف أن مجرد امتدادها معها يعني الكثير من الإقلال من قيمتها.. ولا يعطي مجالا للافتخار بنديتها.. كما أنني لا أستطيع الحديث عن القاعدة التشجيعية التي تملكها فهي قاعدة عريضة أو أكد أنها نقطة القوة في تحركه والتفجير الكامل لمكامن قدراته..
ساندته في كثير من الأحوال ووقفت معه في أحلك الظروف وأسوأها دون أن تفقد اليأس أو تصاب - بالزهق - ولكنني أريد أكثر من شيء في الفريق الأول هذا الفريق الذي لا اعتبره كل الهلال.. ولا بعضه.. ولكنه امتداد له وشريحة من الشرائح التي يكونها..
أريد أن أرى تخطيطا مسبقا للفريق لا يستمد بذوره من حالات وقتية مؤقتة..
أريد تخطيطا بعيد المدى يتناول الجذور من أساسها.. لا نريد مجموعة تلعب لأنه أريد لها اللعب.. ولكن الذي أريده قدرات تكون قد خلقت سلفا واحتضنت هي واحتضنت هي الأخرى.
الإخلاص للهلال..
والانتحار من أجله.. والدفاع عن شعاره
أريد منها أن تمسح التشاؤم عن مشجعيه وتطبع البسمة على شفاههم.. وتعيد لهم الأمل في فريقهم
أريدها أن تنصهر في بوتقة واحدة.. وتحمل إدراكا واحدا وتعيش واقعا واعيا لا يمكن النفاذ منه.. أو الوقوف على أكتافه..
نحن كمشجعين هلاليين لا يهمنا أن نهزم اليوم وغدا وبعد غد إذا عرفنا أننا في المستقبل لن نهزم ولن نخنق تطلعاتنا وآمالنا.. مادام قد توفر التخطيط المبني على إزاحة كل الأقدام الغير صالحة.. الأكثر اهتزازا وضعفا..
وتخريج جيل كروي جديد يفهم هوايته.. ويحبها كما يحب نفسه أو أكثر..
لابد من إعادة النظر.. ومن الإعداد النفسي أولا وقبل كل شيء.. ولابد من شحن كل القدرات وتطويعها لصالح الفريق..
حتى يعود الهلال - كفريق هلالا.. ونشعر أننا نلعب بفريق لا بمجموعة بدأت تنسى واجباتها وتعود إلى الشعور بضعف المسؤولية..
فهد علي السعيد |