Tuesday 18th April,200612255العددالثلاثاء 20 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

الغياب وأثره في التحصيل العلمي الغياب وأثره في التحصيل العلمي
ناصر بن فهد الزعيبي/وكيل مدرسة صلاح الدين الأيوبي بمحافظة الخرج

في بادئ الأمر إذا أراد فرد ما أن يجوِّد عملاً من الأعمال ويحصل منه على الفائدة المتوخاة، حينها يكون لزاماً عليه إعطاء هذا العمل العناية والاهتمام اللذين من شأنهما أن يرتقيا بما يريد أن يصل إليه في خاتمة المطاف، ولابد أن تكون حيوية العمل مقرونة بالحب والإخلاص والوفاء، وبخاصة عندما يكون الهدف نبيلاً والغاية سامية، وهذا واضح وجلي في الأهداف التي ترمي إليها العملية التعليمية (تربية وتعليم).
نحن أمة مسلمة، خوطبنا بخير أمة أخرجت للناس، وهذا شرف عظيم ينبغي أن نكون جديرين به في أقوالنا وأفعالنا، ولذا حري بنا أن نغرس الفضيلة في نفوس النشء وبنفس القدر نبعدهم عن كل ما يثبط الهمم ويهدم العزائم.
ومفهوم التربية هو: التحلي بالأخلاق الفاضلة التي حثَّ عليها ديننا الحنيف، ونبذ الأخلاق السيئة التي لا تتفق مع الدين والعادات والتقاليد، إضافة إلى توخي الأدب والاحترام مع الآخرين، وكذا احترام الوقت والمواعيد.
ولنقف عند العبارة الأخيرة (احترام الوقت)، وذلك وفق أنظمة وقوانين ينبغي أن يحاسب عليها المرء نفسه قبل أن يحاسبه الآخرون، فالأمة المتقدمة المتطورة هي التي تحافظ على مواعيدها، ولا تفرط في دقيقة بل ثانية حتى لا يكون هذا الأمر عرضة للهوى والأمزجة، وضعت مواعيد محدّدة ينبغي احترامها والتقيّد بها تحقيقاً لأهداف نبيلة وغايات سامية تصب في مصلحة البلاد والعباد.
كم وكم من أوقات ضائعة في حياتنا، بالطبع كثيرة، ولكن العاقل من يحاسب نفسه ويردعها ويردها إلى رشدها وصوابها قبل فوات الأوان.
كما يجب تربية أبنائنا على المحافظة على الدوام، وترك الخمول والكسل وحثهم على استغلال أوقاتهم بالمفيد الذي ينمي فيهم حب العلم والمعرفة، ويستثير القدرات الكامنة فيهم، حيث إن الأمم لا تتقدم ولا تقوى شوكتها إلا باهتمامها بهؤلاء الناشئة.
إن النظر إلى العملية التعليمية من زاوية النجاح في المادة التعليمية فقط، قد لا يؤدي إلى ما ننشده ونهدف إليه، بل الأجدر أن تكون النظرة أوسع وأرحب من ذلك، ونعني بذلك أن يكون العلم للعلم، ومن هنا يجب أن ننمي هذا الهدف في نفوس أبنائنا، ليكونوا أكثر حباً وإقبالاً على تلقي العلم والاستزادة من معينه الذي لا ينضب، ويكونوا على ارتباط وثيق بالمدرسة وما تقدمه لهم من علوم نافعة ومفيدة.
والطالب عندما يكثر غيابه عن المدرسة دون عذر مقبول، يكون قد فوَّت على نفسه لذة التفاعل التي يعيشها بقية زملائه ومعلميهم، لأن التعليم والتعلم حلقة أخذ ورد وحوار فاعل، وإعمال للذهن والتفكير، وبذا تتحق المقاصد العامة والخاصة للحاضرين.
قد يتبادر إلى ذهن قائل: هناك من يكثر غيابه وقد ينجح ونرد قد يحدث ولكن ليس في كل الأحوال، مع العلم أن المقصود ليس النجاح أو الرسوب فقط، وإنما الهدف الأسمى حب العلم والمعرفة كما أن الطالب الذي يتكرر غيابه يفتقد إلى التركيز والانتباه أثناء الحضور مما يؤثر في تحصيله العلمي، بل يتعدى ذلك التأثير ليشمل بعض زملائه المواظبين على الحضور، كما لا يستطيع ذلك الطالب التأقلم مع البيئة التعليمية تأثراً وتأثيراً، لكثرة غيابه، وشروده الذهني أثناء حضوره.
افتقاد الطالب إلى العمل الجماعي التعاوني المتمثل في الأنشطة المدرسية المختلفة المنهجية واللامنهجية، التي من شأنها أن تنمي حبَّ التعاون والترابط بين الطلاب وبالتالي لكثرة غياب ذلك الطالب يكون بعيداً عن زملائه مما يشكل عقبة في تعامله معهم، أضف إلى ما سبق أن كثرة الغياب تقود إلى عدم الجدية والالتزام، وبالتالي تؤثر سلباً في مستقبل ذلك الطالب، على عكس ما ينشده المعنيون بأمر التعليم في بلادنا الحبيبة.
هل من علاج لظاهرة الغياب؟
المسؤولية لا نستطيع أن نحصرها في جانب واحد، لأنها ظاهرة اجتماعية خطيرة تتطلب تضافر الجهود من أوجه عدة:
1 - على المدرسة أن تعطي هذه الظاهرة أولوية قصوى، وتسخِّر جهودها في التقليل منها أو القضاء عليها ما أمكن، حتى لا تستفحل وتصبح داءً اجتماعياً خطيراً.
2 - البيت: هو الضلع الآخر المهم بل الأهم في علاج هذه الظاهرة، لذا يجب أن يكون الاتصال دائماً بين الأسرة والمدرسة، لتذليل العقبات والمصاعب التي تعتري طريق أبنائنا وفلذات أكبادنا.
3 - المعلم: هو المربي الفاضل والأب الرحيم، فكم من معلم استطاع بحنكته وصبره أن يبني أمجاداً لأمته، فبإمكان المعلم أن يحبب إلى تلاميذه المدرسة والعلم، وذلك لن يأتي إلا بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، لذلك فالمعلم شريك رئيس بإسهاماته في علاج ظاهرة الغياب لدى بعض الطلاب.
- وختاماً أرجو التوفيق والسداد لأبنائي الطلاب حاضرهم ومستقبلهم، فهم ناشئو اليوم ورجال الغد المشرق الزاهر بإذن الله.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved