Tuesday 18th April,200612255العددالثلاثاء 20 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

مستعجل مستعجل
مشكلة ضحايا سوق الأسهم.. ليست اليوم..
عبدالرحمن بن سعد السماري

** سقوط سوق الأسهم واستقراره بجدارة في القاع.. بل استمرار نزف النقاط كل أسبوع.. بل كل يوم.. بل كل ساعة ودقيقة.. لا شك أنه سيترك آثاراً كثيرة.
** لسنا هنا في صدد الحديث عن عملية سقوط أو عدم سقوط السوق.. بدليل أنه نزف حوالي الـ(8) آلاف نقطة منذ السقوط الشهير.. وهي التي شكلت أكثر من 200% من السقوط لدى بعض الشركات.. إن لم يكن أكثر مما نتصور.
** نحن لن نتحدث عن هذا السقوط.. ولا عن مستقبل السوق.. لأنه وكما يظهر.. أن مستقبله بات معروفاً ولكن.. دعونا نتحدث عن بعض تداعيات حال السوق بوضعه الحالي.
** تراجع السوق.. خلَّف وراءه ضحايا.. وهؤلاء الضحايا.. هم درجات وأصناف.
** الصنف الأول.. هم التجار والأثرياء ومَنْ في حكمهم.. هؤلاء.. خسروا جزءاً كبيراً من رأس المال.. طارت في هذا السقوط.. ولكن.. بقي عندهم بعض الشيء ولا يزالون يصنفون أثرياء.. فهؤلاء.. منهم مَنْ دخل بكل رأسماله.. ومنهم مَنْ دخل بنصفه أو بعضه.. ومنهم مَنْ كان ذكياً منذ البداية.. وهناك مَنْ أدخل أمواله من الخارج.. ليستفيد من وضعية هذا السوق ومناخه الجيد.. لكن الأمور لم تكن كما يريد.
** الصنف الثاني - هم مَنْ لديهم مبالغ طيبة.. مثل خمسة أو عشرة ملايين أو عشرين مليوناً.. وهؤلاء طارت على الأقل 50% من هذا المبلغ.
** فبعضهم.. دخل وعنده عشرة ملايين.. واليوم.. رأسماله ثلاثة أو خمسة.. وهؤلاء أيضاً.. مشكلتهم أقل.
** الصنف الثالث.. هم الذين أفلسوا وليس لهم أو عليهم شيء..
** دخلوا بمبالغ وفقدوها.. فهؤلاء.. لا مشكلة كبيرة أمامهم سوى السعي لإعادة بناء أنفسهم مجدداً.. والتفحيط عشر أو عشرين سنة لتعويض بعض ما طار.
** الصنف الثالث.. هم الذين استدانوا واقترضوا واستلفوا ومَنْ في حكمهم.. وعندما سقط السوق.. صاروا مديونين ومطالبين بمبالغ..
** هذا الصنف.. هو الأكثر.. وهو السواد الأعظم.. وهو ما نعنيه هنا.. وهم المشكلة بل الكارثة - وهؤلاء أيضاً.. أصناف وأنواع.
** النوع الأول.. هم المقترضون من البنوك.. وهؤلاء ينتظر البنكُ حلول الدين بعد ستة أشهر أو ستة ثم سيطلبهم من خلال القنوات الرسمية.. أما السداد أو السجن.
** وهؤلاء.. هم الأكثر في هذه الشريحة.. الذين وجدوا تسهيلات بنكية بضمان الراتب أو ضمان أي شيء آخر.. فصاروا اليوم.. مطالبين بمبالغ كبيرة ورصيدهم صفر.. سوى بعض الأوراق المسماة.. محفظة أسهم.. للمحظوظ منهم.. الذين لم تبعْ محافظهم عن طريق البنوك.. وفي الجملة.. هؤلاء أمامهم طريق واحد.. وهو (الطريق المسدود).
* النوع الثاني.. هم الذين استدانوا ولكن ليس من البنوك.. ولكن مما يشبه (الجفرة) سابقاً... لقد حصلوا على مبالغ بمئات الآلاف.. إن لم يكن ملايين ممن (يُديِّن العشرة بعشرين) وهؤلاء هم صنف يشبه سابقه.. إن لم يكن أخطر.. وهم أيضاً.. قد خسروا كل شيء.. ومطالبون أو مطاردون.. وستحل الديون بعد فترة ليست بعيدة.. وليس أمامهم سوى السداد أو السجن.
** النوع الثالث.. هم الذين أخذوا أموال آخرين ليشغلونها أو يديرونها للآخرين.. فبعض الناس.. وبالذات.. النساء.. أعطوا بعض الأشخاص مبالغ تصل أحياناً إلى مئات الآلاف.. فجمع مبالغ تدخل في حيز عشرات الملايين ثم أفلس بعد السقوط.. فكيف سيعيد مبالغ الآخرين؟ وهل سيسكت الآخرون على مبالغهم بحجة أن السوق هو الذي سقط؟
** هل سيسامحون؟
** أبداً.. ستنشأ مشاكل جديدة.. وقضايا وملاحقات ومرافعات وشكاوى.. وعلى الجهات المعنية.. أن تستعد من الآن.
** النوع الرابع.. هو مَنْ باع بيته وسيارته ومجوهرات زوجته وكل ما يملك.. ودخل في السوق.. وصار مستأجراً.. وسيارته البديلة. تالفة.. ووضعه المالي.. لا شيء.. وكل مبالغه طارت في السوق.. فهذا سيبدأ من الصفر والحمد لله.. أنه لم يستلف أو يستدين أو يأخذ فلوس الآخرين..
** يبدو لي.. أن المشكلة.. ليست ما نعيشه.. اليوم من نفسيات متدنية لمن تضرروا في السوق وعددهم (بسيط) لا يجاوز ثلاثة ملايين شخص على الأقل (؟!!؟). هذا.. إذا افترضنا المضاربين فقط.. ولم نلحق بهم.. المتضررين وراءهم أو من أعطى مالاً لآخر لتشغيله.. وإلا.. لو احتسبنا الجميع.. لقفز الرقم إلى رقم مخيف.
** أقول.. المشكلة.. ليست اليوم.. بل هي غداً وبعد غدٍ.. مشكلة لدى الحقوق ولدى الشرطة ولدى المحاكم.. ولدى إمارات المناطق ولدى السجون ولدى المستشفيات ولدى المصحات النفسية.
** المشكلة.. ليست كما نراها اليوم.. بل بعد بدء الجهات وسعيها لاسترجاع حقوقها وملاحقة ومطاردة مَنْ أخذها.
** المشكلة التي نعانيها اليوم.. هي مشكلة نفسية فقط.. ولكن المشكلة العملية لاحقة.. وهي المأساة.
** والمشكلة.. عندما يصل الجميع إلى مرحلة اليأس.. من السوق.. ثم يتجهون للبحث عن حلول لمشاكلهم.. وهذا ما بدأت ملامحه الآن.
** إن على الجهات المعنية التي ذكرنا بعضها.. أن تستعد من الآن.. لاستقبال ضحايا سوق الأسهم.. وكان الله في عون تلك الجهات.. وكان الله في عون هؤلاء المساكين.
* إن مشكلة ضحايا سوق الأسهم.. ليست اليوم.. وليست فيما حصل من تداعيات.. بل المشكلة.. ماذا ينتظرهم؟.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved