تمر سوق الأسهم منذ أكثر من خمسين يوما بحالات غريبة من الشد والجذب دون أي مبرر منطقي أو اقتصادي يمكن أن تعزى إليه التغيرات سواء للأعلى أو للأسفل رغم القرارات والتغييرات والتجزئة التي شهدتها السوق. ولو تقصيت أسباب الانهيارات المتتابعة التي تمر بها السوق والتي ما ان ترتفع قليلا حتى تعود للانتكاس، فما إن يتحول المؤشر للأحمر قليلاً حتى تتدافع المحافظ عارضة كل مالديها بما يضغط على الأسعار للانخفاض المستمر.
أقول إن أسباب الانهيارات المتتابعة سببها تكتل (هوامير) السوق للانتقام من قرارات الهيئة في إعلان إيقاف اثنين من المضاربين يوم الأحد الماضي مما افقد السوق 1500 نقطة يوم الاثنين وتلاها الثلاثاء بحوالي 1000 نقطة، ورغم تحسن السوق الأربعاء إلا أن افتتاح يوم السبت الماضي لم يكن بأحسن حالا من سابق أيام السوق الأخيرة وفقد المؤشر 1400 نقطة بعد ساعة من افتتاحة (اقفل صباحا بانخفاض 939 نقطة)، وهو مايعني أن هناك ضغطا من المحافظ الكبيرة على السوق للانخفاض بعرضها الكبير عند مستويات الأسعار الدنيا بقصد إحراج الهيئة، أو تصفية السوق من الصغار، وما يثير السؤال هنا هو: لماذا لا تغلق (هيئة سوق المال) السوق في حالة الانخفاض الكبير أو التدهور بمعنى اصح؟ أتراه أمرا طبيعيا أن تنحدر كل أسهم السوق إلى الأسفل بالنسبة الدنيا 10 في المئة ولاتحرك الهيئة ساكنا؟ هل الهيئة سعيدة بضغط السوق على أعصاب الناس دون ان تعطيهم مبررا منطقيا للانخفاض؟ وإذا كان الهوامير يحاربون قرارات الهيئة بطريقة الضغط على السوق لإحراجها فلماذا لاتعلق التداول حتى يجد المضاربون متنفسا للتفكير والدراسة واتخاذ قرار المواصلة أو الانسحاب من السوق بروية وتبصر؟ لماذا تركت الهيئة السوق ينخفض وينخفض حتى اضطرت البنوك لتسييل محافظ مقترضيها وهو ما اضر بعدد كبير من المقترضين؟ ان الهيئة كما هي مسؤولة عن رقابة السوق وردع الغش والتلاعب فيه مسؤولة أيضا عن استقراره وسيره على وتيرة منطقية يكون فيها التذبذب معقولا ومبررا وما يحصل حاليا ليس معقولا ولامبررا. وإذا كانت الهيئة تعيد الانخفاض الذي حصل يوم الاثنين الماضي إلى (عوامل نفسية) فإلى ماذا ستعيد هذ الانخفاض، واذا مارأت الهيئة أن نفسية المساهمين متعبة ومنهكة افليس من حقهم ان ينالوا قسطا من الراحة لاستعادة الروح التي فقدوها مع تدهور المؤشر المستمر، ان الهيئة تعرف ان الحل بسيط، أغلق السوق وأعط الناس إجازة لخمسة او عشرة أيام ليستعيدوا نشاطهم وحيويتهم، كما أنها تقضي في نفس الوقت على أية اتفاقات بين الهوامير لخفض السوق وبذلك تصطاد عصفورين بحجر واحد.
|