** كل شيء في هذا السجن يشعرك أن كرامة الإنسان محفوظة وأن حقوقه الإنسانية في حرز أمين.
رغم قسوة السجن.. ورغم الشعور بالذنب من أولئك الذين زلت اقدامهم وهم يقطعون طريق الحياة الشائك فإنهم يشعرون بالرضى.. ويعيشون حياة سعيدة ترفع عن كواهلهم بعض ما يقاسونه من معايشة الاسوار العالية المسدودة.
في سجن الرياض
يلمح الزائر هنا نماج رائعة من مظاهر احترام الإنسان.. والحرص على كرامته.. ويلمس تلك المحاولات الإيجابية التي تبرز لتأكيد الرغبة في تخفيف وطأة الجدران الأربعة على سكانه.
كما يرى الزائر بأم عينيه.. مجتمعا صغيرا يمارس كل المهن والحرف.. طوال اليوم ويكسب من كد يده.. وينمي ما يكسبه مع آمال العودة إلى المجتمع سليما.. قادرا على خلق إنسان جديد في ذاته.. يعود إلى الانسجام مع تحرك المجتمع النظيف.. ويكبت كل كوامن الانعطاف عن مساره.
كل هذا يجري في سجن الرياض.
الورش.. المصانع الصغيرة.. أماكن البيع والشراء.. أدوات الترفيه المختلفة.. وسائل التخفيف التي توافرها الدولة.. مؤكدة أن الإنسان هو الإنسان بكل ما يحمله من كرامة.
ومن ذات.. حتى ولو حاول الخروج عن الطريق.. فذاته محفوظة.. والاعتبارات الإنسانية تبقى وحدها غير مقدر لها أن تتمايز.
عثمان العمير |