Thursday 30th March,200612236العددالخميس 1 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

القصة الجميلة القصة الجميلة
لبنى بنت عصام بن عبدالله الخميس

إنها قصة قديمة وأسطورة خالدة ورواية جميلة مؤثرة.. إنها الكتاب الثمين الذي يحمل بين دفتيه سطوراً ذهبية غنية بالعلم والأدب والأخلاق الإسلامية والإنسانية النبيلة والسامية.. إنها الكتاب الذي يفوح منه عبق الماضي العطر بما فيه من قيم ومبادئ فريدة وخالدة. دعونا نقلب بعض صفحات هذا الكتاب، واليكم حكايتي..
حكايتي بدأت حين كنت في السنوات الأولى من عمري وفي السادسة تحديداً حين استيقظت على همسات أمي وهي تقول: سوف أصحبك إلى مكان سوف تحبينه كثيراً.. لم يكن عندي ادنى خلفية عن الموضوع.. لكنني نهضت بتثاقل من سريري الدافئ استعداداً لهذا الموعد المجهول، ودخلت بين أسوار شاهقة بالنسبة إلى حجمي الضئيل في ذلك الحين بخطوات حذرة، وكان الخوف يجثم على صدري، وعيني لم تقع إلا على أطفال يبكون ويصرخون رافضين الدخول إلى هذا المكان الجديد والغريب نوعا ما عليهم، وكفي كانت تتصبب عرقا حين كانت تعانق يدي أمي، وكانت هناك فوضى كبيرة في مشاعري وازدحام شديد في أحاسيسي فكنت اشعر بالخوف والذعر تارة والفرح والانطلاقة تارة أخرى وسبب الخوف كان هذا المكان الجديد الذي أرى فيه وجوها مختلفة وأشكالاً متباينة، ولكني سعدت أيضاً بهذا المكان الفسيح الذي يضم المئات من الطالبات اللاتي يجهلن مصيرهن مثلي.
صرت أتردد على هذا المكان بانتظام.. أستيقظ كل صباح مع شروق الشمس لأستقبل يومي الذي تزينه تلك الوجوه الباسمة والقلوب الطاهرة التي طلاما أحبتني بكل إخلاص وصدق واحتضنتني بدفء وحنان الأم لصغارها فأحببت هذا المكان بكل جوارحي وشعرت به بجميع حواسي.. كيف لا وهو الذي كان له الفضل بعد الله عز وجل في تعليمي الحروف الأولى التي أرسم بها اسمي وافتخر به وهو أيضاً من زرع في نفسي حب التعاون والعطاء اللامحدود وهو من عزز طموحاتي ونور لي دربي وساعدني على اختيار الاتجاه السليم والقويم، فلو كتبت وكتبت فلن أكتب سطوراً كافية وشافية عنه.
إنها مدرستي (مدارس التربية الاسلامية).. إنها وطني الصغير وعالمي المثير.. فنحن ننتمي إلى أوطاننا كما ننتمي إلى أمهاتنا.. وكم أنا فخورة بهذا الانتماء وسعيدة بهذا الانتساب إلى هذه الشجرة العملاقة والعريقة والوارفة الظلال.. فكما قيل عندما نحب الشجرة نحب الأغصان، فأنا أحببت كل ركن في مدرستي وعشقت كل زاوية واحترمت وقدرت كل من علمتني حرفاً وأنارت لي طريق المستقبل بكل طموح.. فمهما عملت فلن أوفيها حقها وأعطيها مكانتها وأرد لها بعض جميلها علي.. ومن أقل واجباتي أن أشكر من كان نبض تلك المشاعر وسحر تلك القصة الرائعة وبداية لتلك الأسطورة.. ومن واجبي أن اشكر من اسس هذا الصرح التعليمي الشامخ وأخرجه للعيان، أشكر الأميرة سارة الفيصل الشخصية الرائدة والقائدة في مجال التربية والتعليم في بلادنا وتلك النجمة الساطعة في سماء الخير والعطاء وهي الإنسانة التي تملك كل صفات الإنسانية الحقة وهي القدوة التي يحتذى بها.
فالحق يقال.. والكمال لمن تفرد بالكمال.. فنحن نشكرها ولها منا عظيم الامتنان هي وأبطال هذه القصة الجميلة التي سوف تدلف عقدها الخامس.. ومنهم الأستاذة بهيجة فرهود والاستاذة سميرة قرة جاي.. والأستاذة شهينار النملة فهن قد أضفن بثقافتهن وخبرتهن الكثير لتلك المدرسة التي سوف تبقى سر فخرنا وعزتنا بأنفسنا وسيظل شعارها وساماً براقاً على صدورنا بعدما سُلمت الأمانة مؤخراً إلى الدكتور محمد بن أحمد الرشيد الذي هو علم من أعلام التربية والتعليم.. فقد نقب وبحث واستقصى في علوم التربية والتعليم السليم وجاء بحصيلة وافرة ليسكبها في مدرستنا الغالية وليزيدها نماءً وازدهاراً وإشراقاً.
فمدرستنا بإذن الله في أيد أمينة وهو إن شاء الله (خير خلف لخير سلف).. وعشت يا مدارس التربية الاسلامية نبراساً للعلم ومحضناً من محاضن التربية والتعليم في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved