Thursday 30th March,200612236العددالخميس 1 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

كيف تفكر؟! كيف تفكر؟!
د. عبدالعزيز بن عبدالله الهليل /وكيل كلية أصول الدين / أمين الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها

من النعم التي ميّز الله بها بني آدم أن جعل لهم عقولاً يفكرون بها في كل أمر يعرض لهم من أمور هذه الحياة.
ومن نعم الله تعالى على بني آدم التي اقتضتها حكمته البالغة أن فاوت بين عقول الناس فجعلها على مراتب مختلفة قوة وضعفاً.
وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن الناس يختلفون في قوة إدراكهم للأمور، كما يختلفون في مدى قدراتهم العقلية التي تؤثر أيضاً في مسار الرأي الذي يتوصلون إليه.
ومع الإقرار بوجود التفاوت والاختلاف إلا أن هناك أسساً منطقية يجب اتباعها عند إعمال الفكر وتحفيز العقل للتفكير في أمر من الأمور.
وكثير من الناس لديه قدرة عقلية جيدة يستطيع من خلالها أن يتوصل إلى النتائج الصحيحة والقرارات السليمة، لكنه لا يمتلك المهارة التي يستخدم فيها هذه القدرات، أو يكون استخدامه لها على أسس غير منطقية.
ولذا أنبه على بعض القواعد المهمة التي ينبغي مراعاتها عند إعمال الفكر في قضية من القضايا:
أولاً: يجب الإحاطة المعرفية بكل جوانب القضية موضوع التفكير.
لأن الإخلال بذلك يؤدي إلى التوصل إلى نتائج خاطئة بسبب عدم المعرفة بجميع جوانب القضية.
ثانياً: ينبغي مراعاة الظروف المحيطة بالقضية موضوع التفكير.
لأن النظر في القضية دون مراعاة ما يحيط بها من ظروف يؤدي إلى خلل في النتيجة العقلية ويجعل النتائج التفكيرية أكثر خطأً لقضية خاصة.
ثالثاً: يجب قبل اعتماد القرار العقلي النهائي أن يستأنس صاحب الشأن بمن حوله من أصحاب الفكر الثاقب والتجارب الطويلة.
لأنه بذلك يستجمع قوى عقلانية عدة ويسلطها على هذه القضية بما ينتج عنه رؤية ثاقبة وقرار صائب.
رابعاً: بعد التوصل إلى القرار الذي يظهر أنه في المرتبة الأولى في هذه القضية موضوع التفكير ينبغي النظر في النتائج الأقل مرتبة ووضعها جميعاً مع القرار الأول للمقارنة بينها من حيث السلبيات والإيجابيات لكل قرار.
خامساً: عند تمحيص القرارات واختيار القرار الأكثر مزايا والأقل سلبيات يطبق هذا القرار بصفة تجريبية مستندة إلى التخيل، وذلك بحشد النتائج المتوقعة لهذا القرار أو ذاك.
سادساً: يجب في كل الخطوات السابقة أن تتم عبر ذهنية صافية لا تؤثر فيها القضايا المحيطة أو الآثار المترتبة عليها على هذه الذهنية.
ولو استدعى الأمر تأجيل التفكير في القضية حتى تزول آثار الصدمة، أو استدعى الخروج والانتقال عن المكان الذي يؤثر سلباً على سير التفكير إلى مكان آخر أكثر انشراحاً لنفسية المفكر.
سابعاً: على الإنسان قبل ذلك وبعده أن يلجأ إلى الله تعالى ويسأله أن يهديه إلى الرأي الصواب في تلك القضية؛ لأن الإنسان مهما بلغت مرتبة عقليته من العلو والتقدم فهو لا يخرج عن بوتقة النقص البشري مهما بلغ من الكمال.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved