Thursday 30th March,200612236العددالخميس 1 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

لما هو آت لما هو آت
فتح النوافذ...!
د. خيرية إبراهيم السقاف

من بدهيات التربية أنَّ تكوين القيم، والتدريب على التفكير المرتبط بمفهومها أن تكون الأهداف واضحة في ذهن مَنْ ينفذها، ومَنْ يؤدي الوسيط بين هذه القيم وبين إدراكها وتحقيقها عند تنفيذ التدريب عليها. وقديماً لم تكن هناك الجمل المصانة، ولا العبارات المركبة، ولا الديباجات الاستهلالية المتصدرة كتب، وبحوث، ومطبوعات التربية والتعليم بمثل هذا النصِّ الحامل للمعنى، والعارض للهدف، بل كان منهج التعليم والتدريب هو (القدوة)، وهو معلم البشر الأول (محمد - صلى الله عليه وسلم)، ومن ثمَّ كلّ من انتهج سبيله واقتدى بهديه وسار على طريقته.
فقيم الخير حلقات تترابط لتكون منظومة من الأسس التي ينطلق عنها التفكير، ويسلك بها الخطو، سواء في التفكير أو الممارسة. وقيم الخير وهي كلُّ ما ينتج عن مواقف الإنسان عند تفاعله مع غيره.
فالخيرُ لبُّ النَّية، والنَّوايا تدّرب بلا ريب وضابطها الإيمان والتقوى، فمن يؤمن يدرك يقيناً أن أيَّ خير يسلك دربه بالقول أو الفعل إنَّما محصَّلته النهائية (نتيجة) نجاح كفَّة ميزانه في الآخرة، وتقوى الله ضابط اتَّقاء وتجنب دون السلوك المخالف لهذه القيمة.
فبالخير يحب الناس بعضهم، وبالخير يتجاوز الناس عن شرور غيرهم، وبالخير يتجاسر الناس على ضعف غيرهم.
الخير قيمة مهمة وأوَّلية في تركيبة إنسان الحياة، لا يقواها إلاَّ مَنْ أوتي حظَّاً من النَّقاء وسلامة القلب وتقوى الله والزَّهد فيما عند الناس وفيما في الدنيا إلى ما عند الله وإلى ما في جنته تعالى التي جعلها المأوى الذي يكافئ به خلقه.
هناك قيم أخرى تتضافر في جدلية الأسس ضمن حلقات المنظومة السلوكية التي ينطلق بها الإنسان نحو منهج الاقتداء...، ومن ثمَّ التمثيل بالدور والقيام بتحقيقها. فمن هو خَيِّرٌ هو بالتأكيد سموحٌ، صدوقٌ، متواضعٌ، باذلٌ، ذو أريحية، يؤثر الآخر على نفسه، وينهزم أمام الآخر وهو المنتصر...
هذه القيم بمفاهيمها وضرورة العمل بها في الحياة لتكون الحياة فاضلة وتصبح على الإنسان برداً وسلاماً مع كل منغِّصاتها، لا بد أن يكون أمر التفكير فيها والتدريب عليها وجعلها مظهراً تلقائياً للسلوك من ضمن الأهداف الرئيسة للتربية...، وإلاَّ فإنَّ الإنسان لن يكون برداً وسلاماً على الآخر، إن لم تُرَبَّ فيه وتُغرس هذه القيم لتظهر في منهج السلوك، إذ سيترك الفراغ منها في داخله لبذور الشَّر أن تنمو فيظلم ويعتدي، ويتجبَّر ويتطاول، ويجرح ويتعالى، وتتضخَّم فيه ذاته فيسحق ذات غيره.
وطالما أسندت (القيم) للمربين لكي ينمّوها في نفوس وعقول ومدارك ومن ثمَّ سلوك الإنسان، فإنَّه آن للبشرية أن تفتح نوافذها على المؤسسات التعليمية التربوية في هذا الشأن ليُرَى مدى ما تحققه منها هذه المؤسسات وتعمل له في شأنها...

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved