Thursday 30th March,200612236العددالخميس 1 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"متابعة "

الذي أعطى كلَّ شيء خلقه ثم هدى الذي أعطى كلَّ شيء خلقه ثم هدى
ناصر البيشي

إلى أُسرة الفقيد الشيخ عثمان الصالح - رحمه الله ..
قال تعالى في كتابه العزيز {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}. وقال {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}.
المصاب جلل الواقع على النفس شديد، كما أن الصوت واسطة التعبير، فالقلم بالنسبة لي هو تدفُّق روحي، بالنسبة للوالد - رحمه الله -: عرفته عالماً جليلاً ونفساً زكية.
الحياة مسارب تجعل المرء يقف ليتأمّل قدرة الله عز وجل في هذا الكون، وقد جعل الله لبعض خلقه في نفوس عباده محبة وتجدهم دائما يذكرون هذا الإنسان بخير، علماً منه تبارك وتعالى بمسارب نفس ذلك الإنسان فيخصه بالذكر الحسن والثناء الجميل والمحامد الطيبة: وها نحن ندعو لك اللهم ارحم الفقيد الشيخ عثمان الصالح وأسكنه فسيح جناتك .. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم اجعله من الذين يأخذون كتابهم بأيمانهم يارب العالمين.
لقد استوقفت نفسي قبل كتابة هذه الأسطر المتواضعة فوجدت النفس ميالة لأنّ أقول ما منحني الله إيّاه تجاه الفقيد الغالي: نعم لقد دعوت نفسي على شكران الجميل ولكن عزائي الوحيد يشاركني في ذلك الكثير والكثير ممن كان لهم شرف التعرف عليكم وحضور مجالسكم والتحدث معكم والاستفادة من تجاربكم الثرية في الحياة.
وأنا واحد من هؤلاء الذين كان لهم شرف ذلك والشكر لله الذي أتاح لي هذه الفرصة التي سوف أظل أحتفظ بها مدى الحياة.
نعم لو أردت ذكر حسناتك (يا أبا ناصر) لأخذ مني هذا الشيء الكثير لقد أحبك الكثير من خلال روحك الطيبة ووجهك البشوش وعطفك الأبوي الحنون .. لقد مددت يد العون والمساعدة لكل من طرق باب منزلكم العامر وواسيت الضعيف وقضيت حاجته وما قدمته من أعمال إنسانية إنما هو لوجه الله عز وجل: قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}(105) سورة التوبة.
إنّ الأخلاق الحسنة والتواضع من صفات المؤمنين، يقول صلى الله عليه وسلم: (المؤمن يألف ويؤلف ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس).
أيها الأحبة: أعرف تمام المعرفة أنكم تعرفون هذا الشيء ولكن هذا لا يمنعني مما أود قوله:
نعم بالنسبة لواقع الألم قد يكون الأعمى في هذه الحياة أفضل من البصير لأنّ اهتمامه يكون منصباً على الصوت الذي يسمعه، والبصير ينفعل بما يراه مما لا يمت إلى الصوت الذي يسمعه بصلة. أما إذا كانت واسطة التعبير تعتمد على الضوء فإنّ الأعمى يجرد من الميزة التي كانت له على أخيه البصير.
عن قرب جلست أنا ومحبوه - رحمه الله - فكان العيان والمحاكاة والقرب أصدق وضوحاً لصورته - رحمه الله - التي لن يعفو الدهر عليها في نفوس أبنائه ومحبيه فقد شهد الشرع والعقل بفضله واتفقت الآراء والألسن على شكره بعد الله عز وجل وهو في نفوس الكثير حقيقة بتلك الخصال الجميلة وأولى الناس رحمة بحياز هذه المرتبة الجليلة مرتبة أهل العلم الذي حل به - رحمه الله - ذروة المجد والسناء أحرز به قصبات السبق لعلمه بمكارم الأخلاق:
وليس لي إلاّ أن أقول بعد الدعاء له بجنة الخلود إن شاء الله إن الموت سنّة الحياة فقد قال الله تبارك وتعالى لسيد الخلق {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ }. فالعزاء لنا جميعا.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved