Thursday 30th March,200612236العددالخميس 1 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"متابعة "

الشيخ الفقيد والأمير الإنسان الشيخ الفقيد والأمير الإنسان
محمد السنيد

رحم الله الفقيد الشيخ عثمان بن ناصر الصالح، المربي الفاضل الذي خدم العلم وأهل العلم، وأخلص للوطن في كل عمل أنيط به، أو أوكل إليه، وهو لا شك - رحمه الله - نموذج في كل مرحلة من مراحل حياته، فعندما كان في أوج عطائه في المجال التعليمي، كان نموذجاً للمعلم المخلص والمربي الفاضل الذي يرى طلابه كأنهم أبناؤه، وعندما ترك سلك التعليم تنقل - رحمه الله - في عدة مجالات قدم من خلالها النموذج للسعودي الوطني الذي كرس نفسه لخدمة وطنه، في مرحلة الشيخوخة كان - رحمه الله - أباً للجميع، وجداً لكل طفل يراه، فكان نموذج الوالد الوقور الحكيم المطلع الذي تلوذ إليه كي تستقي من خبرته وحنكته، كان عطوفاً حنوناً نصوحاً، وكان شيخ علم يجتمع إليه أهل العلم والثقافة والأدب في إثنينيته المشهورة.
لعل الشهادة لهذا الشيخ الوقور أتت صادقة معبرة من أحد تلامذته، هو صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - لقد جسد سموه صورة التلميذ الذي يبقى وفياً مخلصاً لمعلمه، فقد صرح سموه بأنه قد درس على يد الشيخ عثمان الصالح منذ الابتدائية حتى الثانوية العامة، وارتبط سموه بهذا المعلم والمربي لسنوات طوال، فلله در الأمير الذي كان ولم يزل مثالاً للإنسان في كل حالاته، لقد شهد جميع من حضر الصلاة على الفقيد في جامع الملك خالد ثم مواراة الفقيد الثرى بأن صاحب السمو الأمير أحمد كان مثالاً يحتذى به، وصورة وفاء لا تتكرر إلا في الأوفياء الصادقين، الكل يعزي سمو الأمير بالفقيد الغالي، وهو يصدح بشهادات الحق، فقد شهد له بالإخلاص والجدية والنصح والحرص على مصلحة الطلاب، كما قال إنه لم يذكر أن الفقيد قد تغيب في أي يوم دراسي طوال دراسة سموه في معهد الأنجال.
كما شهد له بأنه رجل له كلمة مسموعة ومكانة مرموقة لدى الجميع الذي يعرفونه رجلاً وطنياً نصوحاً مخلصاً يقول الحق ولا يكتمه، وما الحزن العميق البادي على محيا سمو الأمير أحمد إلا لمسة وفاء صادقة، تنم عن نفس طاهرة ناصعة.
أعرف جيداً أن صاحب السمو الأمير أحمد كان دائم الزيارة والتواصل مع الفقيد - رحمه الله - إبان حياته، ولم يكن ليغب عنه طويلاً برغم المسؤوليات الجسام، والمشاغل التي تحتمها طبيعة عمل سمو الأمير، وما كان ذلك إلا من حسن أخلاق سمو الأمير الذي حفظ للشيخ مكانة المربي الفاضل له، حتى وإن تقدم الزمن، وأصبح التلميذ أحد رجالات الدولة وأعمدتها التي ترتكز عليها.
وفي الأيام الأخيرة وبعدما بدأت صحة الفقيد تتأثر بالمرض وكبر السن، كان الأمير أحمد مثالاً للبر والعطف والحنان، إذ كان دائماً يطمئن على الشيخ ويتابع حالته أولاً بأول، وما كان يغيب عن خاطره ولا عن اهتماماته رغم المهام الكثيرة التي تشغل أي ابن عن أبيه.
ولكن سمو الأمير كان وصولاً حنوناً لم تشغله المشاغل عن دوام السؤال عن صحة المربي الفاضل - رحمه الله - ، وكان أول من يتقدم المعزين بل إنه كان أول من يتلقى العزاء، فلنا في سمو الأمير قدوة حسنة. ونموذج يحتذى به.
فرحم الله الفقيد الشيخ عثمان بن ناصر الصالح وأسكنه فسيح جناته، وحفظ الله صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود، الإنسان الذي تتجلى في كل موقف إنسانيته العفوية النقية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved