ذاكرةُ.. لا ترضى اليأسا
وحضورٌ.. يستجلي الأمسا
وشفافيةٌ، ببراءتها
لا تقبلُ - في نجوانا - الهمسَا
علَّمني إيلافُكَ يا أبتي
أن أرفعَ في حضرتكَ الرأسا
وأضمُّ وفاءك في صدري
عنواناً يغمرُني حِسَّا
ونسيجاً يغرسُ بنسيجي
ضوَّعتَ بهَّتمك الغرسَا
وأضأتَ بمعهدنا نهجاً
باركَهُ في أفقكَ من أرسى
لا زال (المعهدُ) يرويها
قصصاً من حزمك لا تُنسى
سأظلّ ألقّنها أولادي
تعبيراً عن عهدٍ أمسى
وأثير في تاريخ بلادي
للعلم، ومَن غرسَ الأُسَّا
وعصاك: سأحملُها بيدي
قلماً للذكرى، أو درسا
رمزاً للحزم، نُعاشرُهُ
تردعُنا رؤياه، فلا نأسى
شذرات (المنهل) تأخذني
لرحيق المحبرة النَّعسى
ونضيد الفكر إذا استوحى
من نُخبِ المخزون الأرسى
واستقطبَ لهفةَ أعيننا
لترُاثٍ يمنحنا الشَّمسا
ويُضيءُ رؤانا، آفاقاً
نحضنُه لزمانٍ أقسى
ونديُّ الإثنين، صِحافتُنا
تشهدُها ذائقةً، أُنسا
ذاكرةٌ.. يرويها (نجلٌ)
وبدفترها تحكي (الخنْسا)
ذاكرةٌ.. تبقى في وطني
(عثمان الصالح لا يُنسى)