رحل الشيخ الصالح، عثمان الصالح.
علمٌٌ من أعلام التربية، وأديب من رواد الأدب، غرس الغرس، وزرع الزرع، ورعاه، حتى استوى على سوقه، وأعجب الجميع نباته.
عثمان الصالح وهو في مرحلة الشيخوخة، وفي العقد التاسع من عمره يحمل القلم في جيبه.
شارك في الكتابة في قضايا التربية والتعليم والقضايا الوطنية، والتأريخية، والاجتماعية، والدينية، والأدبية، والثقافية.
كان منزله ملتقى للمثقفين، والأدباء، والمفكرين، وبوفاته - رحمه الله- يكون قد مرّ عقد من الزمن على تأسيس اثنينيته التي هي منبرٌ للأدب والثقافة وجميع قضايا المجتمع والوطن.
عثمان الصالح، المربي الفاضل الذي أحبه من التقى ومن لم يلتق به، كان مُعلماً نعم المعلم ومربياً أنعم به من مربٍّ.
عثمان الصالح رجلٌٌ أغمد رمحه في كبد التربية والتعليم، رجلٌٌ في قلب الآلاف من أبناء هذه المملكة الغالية، (نجمٌ من نجوم العلم هوى، وغصن من أغصان الأدب ذوى).
عثمان الصالح، علمٌ بارز، وشيخٌ فاضل، كان رجلاً متواضعاً محبوباً من الجميع.
شخص سكن حبه القلوب، وتأصلت معرفته في النفوس.
لم يفقده أبناؤه فحسب، بل فقده أبناء الوطن ككل.
كان يلبي دعوات تلامذته، حتى مع تقدم عمره، كان يشد الرحال لمنطقة القصيم ولمدينة بريدة - ملبياً دعوةً لأحد تلاميذه، كانت أبواب منزله مشرعة للجميع، كرمٌ في الضيافة، واحتفاء بالضيوف، كان لين الجانب طيب المعشر، حسن السريرة.
سخَّر جاهه، ووقته، وقلمه، في خدمة أبناء الوطن، والشفاعة لهم.
يا ترى من نعزي في وفاة الشيخ الجليل، لن نعزي أبناءه وأسرته فحسب بل نعزي أنفسنا، وأبناء الوطن.
وإن كان الشيخ عثمان قد رحل فقد خلف لنا كل من تربى على يديه ممن هم قمة في الأخلاق والعلم والقيادة.
|