|
انت في |
| |
ويطأطئ الحرف هامته حزناً على رحيل معلم الأنجال والأجيال وصفوة الأمراء ورجالات الدولة والعلماء.. يرحل عثمان الصالح، الشيخ الوقور الجليل الذي علمنا في البدء حرفاً.. وأمطر الجيل حباً.. وتربية.. فليحق للحرف أن يحزن.. وليحق لنا جميعاً أن نتعاضد مع الحزن والدمع في ذلك الفراق.
نعم، لقد حصدوا من العلم ما حصدوا، وتبوءوا من كراسي الوظائف ما تبوءوا.. وبقي تلامذته وكل محبيه يلهجون بالدعاء له.. ولكن كان من الأولى تكريم هذا الرجل بعد رحيله بتسمية إحدى المدارس الشهيرة في الرياض وفي مدينته المجمعة باسمه.. وكذلك أحد شوارع الرياض والمجمعة كذلك باسمه تخليداً لذكراه.. فإنه سيبقى في الذاكرة للأجيال القادمة، فقد كان في البدء يقود دفة التربية والتعليم ليرسم الأحرف لذلكم الجيل الذي يقود دفة هذه الدولة المعطاء هذا الوطن الشامخ عزاً ومجداً.. وكما قال الدكتور (حسن الهويمل) في مقالة تصرخ بالرثاء معنونة (وبالموت تحيا المآثر).. نعم هو ذا يا دكتور.. وهي تلك أيضا.. وكما قال رئيس التحرير (أبوبشار) في مقالة تأبينية للراحل الصالح.. (ومن نعزي في وفاته؟!).. نعم يا أبا بشار.. من نعزي في وفاة هذا المربي الجليل؟! هل نعزي الحرف.. هل نعزي العلم.. هل نعزي التربية.. أولاده.. أحبابه؟! هنا يحتار القلم.. وتقف الكلمات والعبارات على شفاه العزاء دهشة وبكاء.. يقول الأستاذ خالد المالك: (هذا هو عثمان الصالح.. المعلم.. والأستاذ.. ورجل التربية والتعليم الأبرز والأشهر.. من تخرج على يديه وبإشرافه الكثير ممن يتسنمون اليوم مراكز قيادية في الدولة).. انتهى. نعم هو ذا فارس الكلمة الذي ترجل مودعاً برغم الحب.. والود.. والأمل.. يرحل شيخنا ومعه كل ذا منا.. ونزيد الدعاء له.. والترحم عليه.. نعم كان مخلصاً ومحباً لوطنه.. لعمله.. لتلامذته.. نعم كان يسكنه الحب.. والعطاء.. والتواضع.. كيف لا نبكيك يا شيخنا.. ولِمَ لا نذرف الدمع على رحيلك؟!.. ألست الذي علمتنا كيف نكتب حروف الحب.. والعطاء.. والرثاء أيضا؟!.. إذاً، من الأولى أن تبكي أقلامنا.. وقلوبنا.. ولتنم قريراً في مهجعك عليك رحمة الله.. وليس بمقدورنا إلا أن نلهج لك بالدعاء.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.. والله المستعان. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |