Thursday 30th March,200612236العددالخميس 1 ,ربيع الاول 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"ملحق اعلامي"

وفاء وتواصل وتجدد وفاء وتواصل وتجدد
محمد بن عبدالله الحميّد*

منذ عشرين عاماً شرفت بعضوية لجنة جائزة الأمير (خالد بن أحمد السديري) للتفوق العلمي... وحضرت كل احتفالاتها في منطقة (نجران) وبعدها في إقليم سدير بمحافظاته (الغاط والمجمعة والزلفي) وسعدت بلقاء ضيوفها من أصحاب السمو الملكي الأمراء الذين يحرصون على تلبية دعوتها لما تجسده من الوفاء لرجل الدولة من تحمل اسمه وجهوده وجهاده منذ عهد الملك المؤسس (عبدالعزيز آل سعود) وحتى وفاته في عهد الملك (خالد) رحم الله الجميع.
واكتسبت الكثير من فوائد الزمالة مع أعضاء اللجنة يتقدمهم معالي الأستاذ (فهد) ومعالي الأستاذ (تركي) وهما مدرسة في الإدارة والخبرة والتنظيم وتربطني بهما وبإخوانهما صداقة امتدت من والدهما الجليل ورفيق دربه (والدي) اللذين كانا مثلاً في الوفاء والتواصل منذ شبابهما المبكر وحتى فرقت بينهما المنية خلال شهر واحد أوائل عام 1399هـ.
وطيلة بقاء (أبي مشعل) أميراً لمنطقة نجران وعلى مدى عشر سنوات أدخلت الجائزة ا لفرحة إلى بيوت أبنائها وبناتها بسخاء وأريحية..
وحينما غادرها بالتقاعد المبكر مأسوفاً عليه .. اجتمع رأي اللجنة على نقل الجائزة إلى مسقط رأس الأمير الوالد.. وكانت خطوة إيجابية صادفت أهلها..
ذلك أن محافظة الغاط أنجبت قيادات بارزة آزرت الدولة السعودية في أدوارها ا الثلاثة وبخاصة الدولة الحديثة وعاصرت بعضهم من أمثال الأمراء (تركي وعبدالعزيز وخالد ومحمد وعبدالرحمن ومساعد أبناء أحمد السديري) وأدار كل منهم عدة مناطق هامة بالمملكة وزاد أخوهم (خالد) بوزارته للزراعة وقيادته لمعركة الوديعة وقبلها عدد من معارك التأسيس فهو رجل إدارة وسياسة وقيادة وموضع ثقة الملوك ومحل استشارتهم لخبرته وحنكته وإخلاصه وبُعد نظره.
وكان من حظي أن حضرت في سنواته الأخيرة كثيراً من مجالسه خلال إشرافه على (إمارة منطقة نجران) وكان ملفتاً للنظر في ثقافته الموسوعية بالتاريخ وأيام العرب وأشعارهم وقرضه للشعر الفصيح والشعبي وذاكرته القوية حينما يستعرض الأحداث والأشخاص..
وفراسته حينما يميز بين الوجوه التي تقابله يومياً وهو لم يعرفها من قبل.. ومعرفته بالزراعة وأنساب الخيل والإبل..
ولا أنسى وفاءه لأصدقائه وحرصه على تعهد كبار السن والعاجز منهم والتواصل معهم رغم جسامة مسؤولياته مما يندر وجوده في تعاملات الناس الحاضرة..
أما الجائزة فهي متجددة بالفعل لأنها تحتفي سنوياً بالمتفوقين والمتفوقات من أبناء الوطن وكذا العرب المقيمين بلا تفرقة ولا تمييز.. إلا الكفاءة والجدارة بالتميز، ولأنها تشمل كل المراحل في التعليم العام فقد كان أثرها ملموساً في إثارة روح التنافس الشريف بين الطلبة والطالبات.. وأذكت جذوة الطموح لنيلها..
وها هي تهتم هذا العام بطلبة كلية التقنية في (الزلفي) وبذلك تفتح أبوابها للتعليم العالي المتوقع إيجاده في بقية المحافظات المشمولة بعنايتها.
ولا يثمن قدر الجائزة ولا قيمة الفوز بها إلا من شاهد الفرحة في عيون المتفوقين وآبائهم وهم يتسلمونها من يد الضيف وصاحبها في الحفل السنوي الذي يتسابق لحضوره محبو العلم والثقافة ودعاة الفضيلة والخير..
فليهنأ (أبو فهد) وهو في رحاب الله تعالى بهذه الصدقة الجارية التي سترجح موازين حسناته بإذن مولاه.. وليبارك جهود أبنائه لقاء برهم بوالدهم وتخليد ذكره.. ورد بعض الجميل له.. فهو جدير بكل ما يصنع من أجله.. أو يقال فيه.. فقد كان من الرجال المعدودين.. وكانت له بصماته الإيجابية في المناطق التي أدارها أو أسهم في تخطيطها لأول مرة (عسير - جازان - الخبر - تبوك - نجران).
وإن أنسى لا أنسى آخر يوم قابلته فيه قبل غيبوبته التي أسلم فيها ا لروح لبارئها..
وكان على السرير الأبيض في مستشفى مدينة الملك فيصل ا لعسكرية بالخميس.. وبكل تجلد وعزيمة كان يتدفق في أحاديث الذكريات ويمزجها ببعض قصائده الشعرية أو مروياته وكأنها بنت ا لساعة وكلما استأذناه في الانصراف حرصاً على راحته وتعليمات ا لطبيب كان يصر على بقائنا وتزجية الوقت بما هو مفيد ونافع من المعلومات.


أولئك آبائي فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامع

*رئيس نادي أبها الأدبي

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved