من محاسن الأمم ومكارم أخلاقها أن تكون وفية لرجال البذل والعطاء من أبنائها.. ذلك أن تقدير جهد المخلصين حتى إن غابوا عن الأنظار هو خلق رفيع، لا يتحلى به إلا ذوو الهمم العالية والسجايا الحميدة.. وهو في الوقت نفسه حافز للآخرين على فعل الأفضل والاقتداء بالأمثل.. ومتى غابت هذه المعاني السامية في مجتمع من المجتمعات تدنت في بنيته دوافع العطاء، وضعفت هممهم عن كل فعل محمود، وتساوى فيهم المخلص الذي يستحق الشكر والمسيء الذي يستحق الزجر، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
ومع كل عام نكون على موعد مع احتفالية التكريم في مدينة الغاط للمتميزين من أبناء الغاط والزلفي والمجمعة.. برعاية كريمة من جائزة رجل كريم غاب جسده وبقي عمله، فأينعت ثماره فعلاً ناجزاً تمثل في رعاية المتفوقين من أبناء المحافظات، وهي رعاية تستحق الدعاء الخالص لرائدها الأمير خالد بن أحمد السديري، بأن يرفع الله قدره بهذا العمل الذي فيه حث على طلب العلم وتحفيز للمبدعين والذي هو طريق إلى الفوز والفلاح دنيا وآخرة.
والشكر كل الشكر للقائمين على هذه الجائزة العريقة وهذه المعاني الكريمة، والشكر موصول لكل من أسهم برعايته وجهده في تحقيق هذه الجائزة لمقاصدها النبيلة التي باتت معلماً بارزاً في مسيرة التكريم، ومشاركة هذا التكريم في عملية التعليم على نحو جعل من جائزة الأمير خالد بن أحمد السديري أنموذجاً يحتذى به للشراكة الفعلية بين القطاع الخاص والقطاع العام من أجل تعزيز مسار التعليم، ونقله من مفهوم الجهد والرعاية الحكومية المنفردة إلى الرسالة المشتركة بين الأجهزة التعليمية الرسمية والقطاع الخاص.
وهي بادرة خيرة وجديرة بالاقتداء من الآخرين، فالتعليم بيئة متكاملة الحلقات تبدأ من المؤسسة الأولى (البيت) وتنتقل إلى البيئة الثانية (المؤسسة التعليمية) بمراحلها المختلفة، وتنتهي بالعودة إلى المجتمع بكوادر مؤهلة لخوض ميادين العمل والإنتاج، وبذلك تكون رعاية التعليم رسالة مشتركة وعائدا مشتركا أيضا على الفرد والأمة، فبوركت من جائزة، ورحم الله من تحمل اسمه، وبورك فيمن تبناها ورعاها.
وتهنئة خالصة للفائزين بها، ولذويهم وللوطن بأبنائه الأوفياء.. والله من وراء القصد.
(*)مديرة عام التقويم الشامل للمدرسة |