** حين تقدم كفاً مليئةً بالبياضِ لا تفكِّرُ أن تتأكدَ من طهارة اليد التي ستقابلُها...
*** لو اجتمعَ الناسُ على أن يمنحوكَ لحظةَ سعادةٍ فلن تكونَ أعمق من راحةِ ِضميرك...
** كيف للإنسانِ أن يتجاهلَ وهو يعلمُ، ولا يعلم أنه تجاهلَ ما يعلم؟
هذا لكم أما ما هو لي فأقول:
** كتبت صالحة سعيد الغامدي: (منذ عامين توفي أبي، وكان طموحي الكبير أن أكتب قصةَ حياتهِ المثيرةِ بالكثيرِ من العطاءِ والتضحياتِ والمواقف المثالية والأفكارِ التي كان يقدِّمُها للقريبِ والبعيدِ والتي كانت صمامَ أمانٍ لكثيرٍ من مشكلاتٍ لولاه لذهبتْ أسرٌ كثيرةٌ في الجوارِ في تشتُّتٍ وتناحرٍ, لكنّه لم يمهلني الوقتُ لكي أكتبَها، ثم وضعتُ لها خطوطاً وبدأتُ في كتابتها، يشجعُني أن أقولَ لك يا كاتبَتِي الغالية: إنني أريد أن أسمعَ منك هل الكتابةُ عن أبي تدخل ضمن السيرة الذاتيّة؟ أم القصة أو الرواية؟... ثم هلْ يمكنُ عند الانتهاء منها عرضها على أحدٍ آخرَ لإبداء الرأيِ في صلاحية نشرها؟ علماً بأنّنِي من الحاصلات على درجة جامعية في اللغة العربية؟)
** ويا صالحة، أولاً أن تفكري في الكتابة عن أبيكِ من خلال مسيرة حافلة كانت له في الحياة وتأثيرها فيمن حول فهذا وفاءٌ جميلٌ وبرٌّ أجملَ...
ثم إنك يا صالحة مختصة في اللغة العربية ومثل هذا يساعدك في الصياغة وسلامة اللغة لكن ليس له علاقة في الإبداع... والقصةُ أو الروايةُ من أنواع الإبداعِ التي لا يشترطُ فيمنْ يكتبها الاختصاصُ العلمِيِّ وإلا أقصَيْنا كلَّ مبدعٍ غير مختصٍّ... كذلك فإن فنَّ السيرةِ يستقل بخصائصِه عن فني الرواية والقصة، وإن كان بإمكان المبدعِ التعاملَ مع أحداثٍ واقعيَّةٍ وجعلها مؤونةَ النوعِ الأدبيِّ الذي يبدعُه... قصةً أو سيرةً أو روايةً...
والرواية هي قصةٌ طويلةٌ ذات حلقاتٍ مترابطة يفضي بعضُها إلى غيرِها حتى تتكاملَ بأحداثِها وشخوصِها وأفكارِها وتناقضاتِها وزخمِها وتنوعِها فهي جزء من تركيبة حياة قد تجدينها تتّسِعُ لتعبرَ عن مراحلَ بكاملِ أحداثِها ومتغيراتِها وشخوصِها وقد تجدِينَها تتمحورُ في موضوعٍ أو شخصيةٍ أو مرحلةٍ، وتركِّزُ على كشفِها أو الغورِ في تفاصِيلها... وجميعُ الأنواعِ الأدبيّةِ بنصوصِها وتراكِيبِها وسياقاتِها وأنساقِها إنما هي نتاجُ شخصيةٍ مبدعةٍ لها أسلوبُها ومهاراتُها وقدراتُها... إذْ ليس كل كتاب بين دفتيه مضمونٌ يحملُ صفة ما يسجل عليه من تصنيفٍ أدبيٍّ...
لقد تفاوتت الذائقاتُ يا صالحة وأتجمت الأوراق...
اكْتُبِي واكتُبِي، وسيكونُ هناك من يقول لك هاك الدرب فَسِيرِي... ولسوف أنتظرُك يا صالحة في سجلِّ المبدعينَ.....
عنوان المراسلة: الرياض: 11683 - ص. ب - 93855 |