Tuesday 28th March,200612234العددالثلاثاء 28 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

دفق قلم دفق قلم
تسفي مزعل
عبد الرحمن العشماوي

لن أتحدث عن هاتين الكلمتين غير الجميلتين وما بينهما من تنافر مزعج يدلُّ على أنهما تشيران إلى شيء سيئ، لكنني سأتحدث عن ذلك الكائن البشري الذي رأيته على إحدى الشاشات الفضائية يتحدث بأساطير وأباطيل على أنها حقٌّ ثابت.
تسفي مزعل، سفير الدولة الصهيونية السابقة في مصر، تحدث عن دولته الديمقراطية المظلومة المهضومة الحق، التي تعيش في قلق وخوف من جيرانها المتوحشين، مع أنها دولة رقيقة الحاشية، مأمونة الجانب، لطيفة التعامل، وتحدث عن تكالب الدول العربية على دولته، وخطورة أصحاب الاتجاه الإسلامي على ديمقراطيته، وصوّر معاناة دولته (المسكينة؟!) مع قسوة الفلسطينيين الذين يسومونها سوء العذاب، ويرفضون الاستسلام لها، والانصياع لعدلها العجيب!! وديمقراطيتها الفريدة!!
وأشار إلى أن المشكلة ليست في سياسة دولته، وإنما هي في الطرف الآخر (العربي المسلم) الذي يصوّر دولة الصهيونية بأنها دولة اعتداء واحتلال واغتصاب، وظلم للآخرين، متجاهلاً ما فيها من الوداعة والهدوء، والحبِّ للسلام.
أرأيتم أيها الأحبة، كيف يكون الهَذَيان، وكيف تكون الأباطيل؟
كلّنا نعلم، ومعظم أصحاب الوعي في العالم كلّه يعلمون أن هذا الكلام باطلٌ جملة وتفصيلاً، ولكنّ (تسفي مزعل) قاله بملء فمه، وأعلنه على رؤوس الأشهاد، ونطق به واثقاً صريحاً في إحدى الفضائيات التي يشاهدها مئات الآلاف من البشر لم يتلعثم، ولم يتردّد، ولم تضعف لهجته وهو يقول ما قال: وإني كما شعرت بالأسى لما سمعت منه من الأباطيل، لأشعر بالأسى لحالة كثير من المتحدثين في الفضائيات من مثقفي وإعلاميي وساسة عالمنا العربي، وأمّتنا الإسلامية الذين يتحدثون بلغة مهزوزة، ونفوس مهزومة، ولهجة مسترخية تدلُّ على عدم ثقتهم بمبادئهم وقوّة منهجهم.
لقد أشرت أكثر من مرة إلى أهمية اختيار الشخصيات التي تتحدث لوسائل الإعلام من حيث قوّة الفكر، ورَبَاطة الجأش، ورسوخ الإيمان بالمبدأ، والمعرفة المتميِّزة، ودعوت إلى تحديد معالم واضحة متفق عليها للتعبير عن أنفسنا أمام الآخرين، مهما كانت عوامل الاختلاف في الرأي بيننا، ولكننا مع الأسف ما زلنا نَخْبِطُ في هذه الأمور خَبْطَ عَشواء، ونحطب فيها حَطَبَ ليل لا ندري ماذا نجمع فيه، ولهذا يظهر التناقض الكبير في خطابنا الإعلامي، مع أننا جديرون - بوحدة منهجنا الإسلامي - أن نكون روّاد اللغة الموحّدة في التعبير عن أنفسنا.
لقد استمعت إلى أكثر من شخصية يهودية صهيونية في أكثر من موقف فما سمعت منهم إلا حديثاً قوياً عن دولتهم وأهدافهم ومطالبهم، مع أنهم ينتمون إلى أحزاب يهودية متعارضة.
لقد أشبع (تسفي مزعل) حديثه بالمزاعم والأباطيل، ولن نستطيع أنْ نردّ عليه إلا بلغة قويَّة تعتمد على وحدة قوية، ومنهج قوي.
إشارة: مَنْ تحدَّث بلغةٍ قويَّةٍ، أثَّر في المستمع وربما أقنعه.

www.awfaz.com

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved