السؤال ماذا نريد من قمة الخرطوم؟ لا ولن يختلف عن السؤال ما المتوقع من قمة الخرطوم؟ كما ولن يختلف كثيراً عن السؤال ماذا يمكن أن تفعله قمة الخرطوم؟ السؤال الأخير تحديداً يختلف تماماً عن السؤال: هل يمكن لقمة الخرطوم أن تفعل أكثر مما فعلته القمم العربية السابقة بداية من قمة عمان ومن ثم قمة بيروت، ومن بعدها قمة تونس؟ هذه الأسئلة تقودنا بالطبع إلى السؤال: هل يمكن لقمة الخرطوم أن تفعل شيئاً إن لم يقرر القادة العرب كما حدث في الماضي فعل الشيء؟ أو ان لم تفعل المقررات الشفهية إلى أفعال واقعية؟
نتساءل في هذا الوقت بالذات نظراً لاجتماع القيادات العربية كعادتها وحسب ما هو متبع في عرف الجامعة العربية في قمة (الخرطوم) تماماً كما اجتمعت في القمم العربية التي سبقتها. بيد أن الأجواء الدولية والإقليمية الداكنة التي تخيِّم على المنطقة أصبحت حالكة السواد تنذر بانهمار المزيد من العواصف السياسية والرعود العسكرية عليها ما لم تتحرك الدول العربية بإرادة جماعية موحدة؛ لتعزيز مقومات تعاونها وعملها الجماعي الذي غدا المتطلب الأوحد لتقوية دفاعاتها وتفعيل ردود أفعالها؛ لمواجهة تلك التحديات والمخاطر ودرئها عن حاضر ومستقبل الشعوب العربية.
نعم في هذه الأوضاع والظروف العربية الحالكة والخطيرة المتوترة، وفي ظل تنامي التحديات والمستجدات الإقليمية التي تمخض عنها أجواء سياسية عربية متقلبة ومتقاعسة في الوقت ذاته، وتحت سماء دولية داكنة ومكفهرة، تنعقد قمة الخرطوم لتعالج ملفات ساخنة وملتهبة أكثر تعقيداً مما سبقها، بداية بالمخاطر التي تحيط بالعراق وشعب العراق واحتمالات اندلاع حرب أهلية عراقية لا تبقي ولا تذر، ومروراً بوضع سورية المتوتر نتيجة للتهديدات الأمريكية التي ربما بسببها بات الشعب السوري أكثر ترنحاً من ذي قبل، وفي ظل تنامي الخلاف السوري - اللبناني المتصاعد لأسباب مختلفة لا تقل عما تريقه تصفية الحسابات الماضية، ولا تكثر عما تفرزه كنتيجة لتسارع تحقيقات اغتيال الرئيس الحريري، ونهاية بالملف الفلسطيني بعد فوز (حماس) وبعد أن وضعت حركة (حماس) وحكومة (حماس) هدفاً محكماً على فوهة البركان الدولي المعارض لها. أخيراً يجب ألا ننسى مخاطر تطورات الملف الإيراني النووي على المنطقة العربية، ولا سيما بعد أن وصل إلى مرحلة متقدمة الخطورة مع الدول الكبرى.
إنها تركة الماضي ومعوقات الحاضر
من الواضح أن قمة الخرطوم تنعقد في سياق عربي سياسي منفرط في العقد ومختلف في المسارات، كنتيجة لسوء حال الوضع العربي الراهن الذي تدهورت صحته السياسية أكثر بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م. وتفاقمت حدة تدهور الوضع العربي السياسي بفعل تراكمات مخلفات خلافات وصراعات الماضي العربي التي تفاعلت إلى الأسوأ مع تداخل العديد من المتغيرات الإقليمية والدولية السلبية معها. محصلة الأمر أن تلك التداعيات لم تأت لصالح العالم العربي، وإنما جاءت على النقيض من ذلك. فكما هو معروف أن لكل فعل رد فعل مماثل وربما أقوى وأشد. هذا وإن كان الطرف المتخذ ضده الفعل ضعيفا، أما إن كان الطرف الموجَّه ضده الفعل عاتياً وقوياً فمن المتوقع ردود أفعال قاسية ومؤلمة تفوق بكثير حدود ذلك الفعل.
وهذا بالتحديد ما جنته أيدي الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي قامت بفعل إرهابي عاجز وغير مؤثر ضد أهداف مدنية أخرجت المارد الأمريكي من قمقمه، وفتحت أمامه جميع آفاق ردود الأفعال التي يريدها بل وتلك التي يرغبها ويشتهيها. لهذا يعيش العالم العربي منذ أحداث 11 سبتمبر 2001م الإرهابية حالة مؤلمة من انعدام واضح في الوزن السياسي، ومرحلة محرجة من الترنح وعدم الاتزان في مسار المصالح العربية الاستراتيجية والحيوية تجاه العالم الخارجي، وأخيراً فإن بوادر التوتر الخطير في الأجواء السياسية العربية غير المستقرة ما زالت تضاعف من المعاناة العربية التي تخلفت عن ركب الحياة ومسيرة التقدم العالمي؛ بفعل الانقسامات والخلافات العربية - العربية، أو نتيجة لحركات وسياسات الهيمنة الخارجية التي تواصل ضغوطها على المنظومة العربية بشكل منفرد بل وحتى على المستوى الجماعي العربي.
العدو يترصد بالعالم العربي من كل اتجاه وصوب، والمخاطر التي يمثلها والتحديات التي يفرضها والمشاكل التي يثيرها والمعوقات التي يضعها تلف بمحيط العالم العربي من الخارج وتعصف به عناصرها العميلة من الداخل. ومع هذا ما زالت السياسات العربية تتخلف بشكل كبير عن مجريات تلك الأحداث ومخاطرها. بل وما زالت تتعثر في معوقات الحركة العربية الذاتية في الوقت ذاته الذي تتأثر فيه تلك السياسات سلباً بكل ما يحاك ضدها من مخططات ومؤامرات فتقع فريسة لها بكل سهولة.
الذي نود قوله إن الدول والشعوب العربية تواجه تحديات مصيرية لم يسبق لها مثيل من قبل، لا يمكن القول حتى باختلافها جزئياً عن تلك التحديات والمخاطر التي واجهتها مع بدايات القرن العشرين الماضي. وتتجلى هذه الحقائق بوضوح وتتعاظم مع ذلك مخاطرها أكثر بعد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان في عام 2002م، ليتبعه بعد عام واحد تقريباً احتلال أمريكي للعراق. ولم يقف المد التوسعي الأمريكي عند هذا الحد وحسب، وإنما بدأت تلوح في الأفق السياسي العربي مخاطر أزمة سياسية ولربما عسكرية أمريكية - سورية، تحديداً فيما لو لم تتقيد دمشق بما تفرضه واشنطن عليها من توجيهات وتعليمات وما تمليه عليها من مقررات.
الكابوس العربي قد يصبح كوابيس
قبل ثلاثة أعوام بدأت المنطقة العربية تعاني من كابوس سياسي وعسكري جثم على صدر الدول والشعوب العربية، بعد أن احتلت القوات الأمريكية دولة العراق. وبهذا غدا العالم العربي يعاني من كابوسين آنذاك بدلا من كابوس واحد، وفي الوقت الراهن دخل على الخط لذات المسار ثلاثة كوابيس جديدة - قديمة: الأزمة السورية - الأمريكية، الأزمة اللبنانية - السورية، والأزمة الفلسطينية - الغربية. الخوف ما الذي يمكن أن يتمخض عن تكاثر تلك الكوابيس؟ فعلى مدى الخمسين عاما الماضية كان العالم العربي - وما زال - يعيش كابوس إسرائيل الأوحد، ويقاوم قدر المستطاع جموحها وهيمنتها وسياستها التوسعية، ويواجه بشكل متواصل مخاطر أهدافها المغرضة التي لا يمكن تخمين حدودها. القضية الفلسطينية تراجعت وتداعياتها السلبية تفاقمت بعد أن فقدت الكثير من مصادر دعمها؛ جراء التحول الكبير في مسار العلاقات الدولية بفعل أحداث 11 سبتمبر.
وتفاقمت حدة المعاناة العربية والفلسطينية بعد أن أوجدت أحداث 11 سبتمبر كابوساً أمريكياً آخر يؤرق مضجع العالم العربي، لينضم بل ويتحالف مع الكابوس الإسرائيلي ضد الدول العربية. وفيما كانت مخاطر الكابوس الإسرائيلي مقصورة على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، فإن الكابوس الأمريكي أعم وأشمل لأنه بات يحيق بمعظم إن لم يكن بجميع الدول العربية دون استثناء.
لهذا فإن تكثيف الوجود الأمريكي في المنطقة بمختلف أشكاله العسكرية والسياسية والثقافية أصبح حقيقة ناصعة (وإن كانت مهينة ومشينة)؛ مما يفرض ضرورة التعامل معها بكل ما فيها من مخاطر وتداعيات وانعكاسات سلبية على أمن واستقرار المنطقة التي حوصرت من جميع الجوانب، بعد أن لعب تنظيم القاعدة الإرهابي والتنظيمات الفرعية المتفرعة عنه وتلك التنظيمات الإرهابية المتعاونة أو المتحالفة معه دوراً كبيراً في زعزعة الأمن والاستقرار العربي وفي منح الدول الغربية الذرائع والمبررات لاقتحامها واختراقاتها وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية.
بل إن العمليات الإرهابية التي نفذتها وما زالت تهدد بتنفيذها تلك التنظيمات العميلة المتواطئة مع أعداء الأمة ضد الأبرياء المدنيين، فإلى جانب أنها لم تحقق غاياتها المزعومة، إلا أنها جاءت بالوبال العميم والضرر العظيم على أمن العالم العربي، ناهيك عما تخض عنها من نتائج عكسية سياسية واقتصادية وخيمة دفعت وما زالت تدفع الدول والشعوب العربية ثمنها الباهظ.
الوضع العربي الراهن
الجسد العربي في الوقت الراهن إذن مثخن بالجراح العميقة؛ جراء المعارك الخاسرة التي خاضها ويخوضها على كل الجبهات الداخلية والخارجية (مع الأعداء والعملاء)، كما وأن العقل السياسي العربي يعاني من أمراض عضال خطيرة استشرت في مختلف أجزائه بعد أن رفض التطبيب الناجع واستهتر بكل الوصفات الطبية العربية النافعة وتطلع لمستحضرات التطبيب الأجنبية.
من جهة أخرى متصلة ما زالت الأجندة العربية الشعبية مليئة بالطموحات ومتعددة في التوجهات ومتنوعة في المرجعيات تذخر بمشاكل ومخاطر وتحديات كثيرة لا حصر لها. السبب استمرار وجود الاختلاف الكبير في المصالح العربية على المستوى الفردي والجماعي في الوقت ذاته الذي تتناقض فيه بعض مصالح الدول العربية التي يحلو لها التغريد خارج السرب العربي بشكل واضح بل ولافت للنظر.
ومن جانب آخر فإن الإرادة العربية الجماعية التي لابد من توافرها في الوقت الراهن لتفعيل مجالات وآفاق التعاون العربي - العربي ولاتخاذ القرارات العربية الجماعية الهادفة إلى الحفاظ على المصالح العربية الاستراتيجية والدفاع عن حقوق الشعوب العربية.. ما زالت مع الأسف حبراً على ورق وحلماً يراود الجميع، لم تتبلور بعد بل لا وما زالت في حكم المجهول.
ما المطلوب من قمة الخرطوم؟
ماذا تريد الحكومات العربية المخلصة من قمة الخرطوم؟ وماذا تريد الشعوب العربية المتعطشة للفعل الصحيح ولردود الأفعال المؤثرة من قمة الخرطوم؟ سؤالان منفصلان في المعنى بيد أنهما ملتصقان تماماً في الغاية والهدف كعملة واحدة لا يمكن أن تصرف في حال انعدام وجود وجه من وجهيها. كما وأن السؤالين متلازمان كما يلازم الطيف الجسد. ولا شك أن السؤال الأول أو الثاني أو كلاهما لم يكن ليأتيا من فراغ ولا لينطلقا من حيثيات مثالية أو من تلك الأحلام الوردية التي تعد ضربا من ضروب الخيال، وإنما تنبعث من رحى قطب ثقافي منطقي ومن واقعية سياسية شعبية تشكلت في نصف القرن الماضي منذ إنشاء الجامعة العربية التي خيبت الآمال ووأدت الطموحات العربية منذ أن فشلت منذ أن أنشئت وشكلت بدورها عبئاً جديداً إضافياً ثقيلاً على الضمير والوجدان العربي.
الذي نريده من قمة الخرطوم (كما أردناه من القمم العربية السابقة) ليس بصعب المنال ولا مستحيل التطبيق والتنفيذ، بل ولا حتى يمكن تصنيفه بأي حال من الأحوال من ضمن تبعات الأحلام وأضغاث الأحلام. الذي نريده من قمة الخرطوم ما يلي:
- أن تنطلق القمة من واقعية سياسية.
- أن تتفاعل وتتحاور بمنطق عقلاني.
- أن تتوخى دائماً الموضوعية (قدر المستطاع ولو على الأقل).
- تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
- نبذ الخلاف ورفض كل أشكاله.
- القضاء على جميع مصادر الاختلاف ومنابعها.
- احترام الرأي والرأي الآخر.
- تقبل الآراء والانتقادات.
- إلغاء مختلف أنواع الحساسيات العامة والخاصة.
- اتباع وتبني رأي الأغلبية واعتناق نهجها.
- الانتقال من مرحلة البيانات والتصريحات الشفهية إلى الأفعال العملية.
- اتخاذ قرارات استراتيجية حاسمة لمواجهة التحديات.
- اتخاذ قرارات مصيرية فاعلة لإصلاح البيت العربي بداية بالجامعة العربية.
ولكون قمة الخرطوم امتداداً سياسياً للقمم العربية السابقة، وأيضاً نتاج لحركة الجامعة العربية السياسية، فإننا لابد وأن نطالب الأصل بما نريد أن يتحقق قبل أن نطالب به الفرع. بمعنى أنه يجب أن يصلح ويصوب كي تصلح الفروع ويسهل تصويبها.
ما المطلوب من الجامعة العربية؟
من الواضح أن الذين انتسبوا الى الجامعة كان هدفهم الدعاية السياسية أو المظهرة السياسية ليس إلا في ذلك الوقت من الزمن الذي لم يعد صالحاً للصرف ولا للاستعمال في الزمن الراهن. فمرونة الجامعة العربية إلى حد الخواء بل لنقل إلى حد التسيب استساغة سياسية لوضع هامشي وآلية مهمشة ومنظومة تختزن أكثر مما تنجز وتوجز. فالجامعة العربية كانت وما زالت رجعاً لصدى ضعيف لا يسمع حتى على مستواها المتواضع.
من أجل التعاون العربي والعمل العربي المشترك أنشئت الجامعة العربية، وبفعل غياب تلك الأهداف والفشل في تحقيقها أيضاً استمرت الجامعة، وللحفاظ على أدنى تفاعل عربي - عربي تمسك العرب بالجامعة كقارب نجاة لا يمكن أن يحتمل العدد الكمي العربي ولا حتى للنوعية العربية المتباينة.
اختلف العرب على تحديد مصلحة العرب الأولى ومن ثم مصالحهم الثانوية، بيد أن العرب اتفقوا على أن تبقى الجامعة تعاني من ثقوبها وتنوء بأعباء حمل لا طاقة وقبل لها به.
إن ما نريده من الجامعة العربية لا يقل إطلاقاً عما نريده من قمة الخرطوم إن لم يكن أكثر من ذلك. كيف لا وبيت العرب لا يمكن أن تنجح عمليات إصلاحه إن لم يتم إصلاح مدخله الوحيد الذي وحده يجمع قادة العرب على طاولة واحدة. ومع الأسف فإن الطاولة التي تجمع عليها العرب لم تحظ بوحدة العرب عليها وإنما شهدت على الدوام تباعدهم وتمزقهم وشرذمتهم.
ولا شك أن الجامعة العربية التي كانت تعلق عليها الآمال العظام منذ إنشائها خيبت ظن وآمال الكثير وأصابت الأكثر بالإحباط المرير. كيف لا ولم تتمكن الجامعة في تاريخها كله من التصدي لأي من المخاطر الخارجية التي عصفت بدول وشعوب العالم العربي بداية من حرب عام 1948م ونهاية بالحرب الأمريكية على العراق عام 2003م.
تاريخ سلبية الجامعة العربية لا يتعدى المواقف وحسب وإنما حتى العزوف عن التصريحات والتلميحات عندما يتطلب الأمر ذلك على الأقل وبشكل جزئي يمكن من خلاله التحرك ببطء أو الانتشار في المسار الصحيح أو التوسع في الاتجاهات المناسبة. فالجامعة العربية لم تخرج عن إطار واحد من الأطر الثلاثة:
- الجامعة العربية ككيان سياسي صوري.
- الجامعة العربية كرمز سياسي ساكن.
- الجامعة العربية كنموذج سياسي راكد.
أما كون الجامعة العربية كياناً سياسياً فاعلاً وعاقلاً ورشيداً في القرار شاملاً في المصالح عاماً في الأهداف، نشطاً وسريعاً في الحركة. فذاك الكيان لم يكن وارداً على الإطلاق في ظل العرف السياسي الثقافي العربي الذي أوجدها في ذلك الوقت.
- لذلك لابد من معالجة مشكلة النظام العربي كمشكلة جماعية تتطلب حلولاً جماعية وجهوداً جماعية وآلية تنفيذ جماعية، وقنوات متابعة وتقييم جماعية، وأخيراً قوانين وأنظمة وأدوات عقوبة جماعية على من يخرج عن الغالبية العربية.
- ولابد من التعامل بفعالية مع معضلة الثقافة السياسية الهشة للجامعة العربية من خلال تقوية دعائمها وإعادة ترميمها بما يتلاءم مع التحديات والمخاطر التي تواجه الدول العربية.
- ولابد من إعادة كاملة وشاملة لجميع أنظمة وقوانين جامعة الدول العربية تضع في اعتبارها مصلحة الكل ومن ثم الجزء في الوقت ذاته الذي تفعل فيه مصلحة الجزء في إطار مصلحة الكل.
- لابد من عودة صحيحة واعية لآلية الجدل السليمة والحرص على تفعيل مقومات القدرة على الفرض بوسائل مختلفة حتى وإن كان من ضمنها الإكراه خصوصاً إن تطلب الأمر.
أخيراً من الواضح أن الجامعة العربية لم تنسجم مع روح العصر آنذاك وبناء عليه لم تنسجم مع روح العصر في أي وقت من الأوقات، خصوصاً في الوقت الراهن إذ كانت الجامعة دائماً في واد فيما أن روح العصر تحلق في وادٍ آخر. المطلوب أن تتبنى الجامعة روح العصر وتعتمر منطق العصر وتلتحف بشرعية العصر كي يغدو بمقدورها أن تخدم شعوب العصر الحديث العربية. لنأمل مرة أخرى ولنتوقع مرات ومرات أن تخرج قمة الخرطوم بما لم تخرج به القمم العربية السابقة برمتها.
|