* كييف - أ.ف.ب:
أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجري لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع أن المعارضة الموالية لروسيا تتصدر الانتخابات التشريعية التي أجريت الأحد، لكن يبدو أن يوليا تيموشينكو ملهمة الثورة البرتقالية سابقاً، ستكون المستفيد الأكبر مع امتلاكها فرصاً كبيرة باستعادة منصب رئيسة الوزراء.
ومن دون انتظار صدور النتائج النهائية أعلن المعسكر البرتقالي استعداده لتجاوز الخلاف الذي وقع في أيلول - سبتمبر وانتقلت بنتيجته تيموشينكو إلى صفوف المعارضة، وإعطائها مجدداً منصب رئيسة الوزراء.
ومن شأن هذا الحل الإبقاء على توجه البلاد المؤيد للغرب.
ووفقاً للتوقعات حل حزب المناطق (الموالي لروسيا) بزعامة فيكتور يانوكوفيتش الذي هزمه الرئيس فيكتور يوتشينكو في الانتخابات الرئاسية العام 2004م، في المرتبة الأولى بحصوله على 31% من الأصوات وفق استطلاع للرأي أجري عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع.
وأجرى الاستطلاع معهدان مرموقان هما مركز رازومكوف والمعهد الدولي لعلم الاجتماع في كييف.
في المقابل حققت كتلة يوليا تيموشينكو نتائج مفاجئة بحلولها في المرتبة الثانية مع 23% من الأصوات متقدمة بأشواط على ائتلاف (بلادنا أوكرانيا) بزعامة يوتشينكو الذي مني بخسارة كبيرة بحصوله على 16% فقط من الأصوات وفق استطلاع الرأي ذاته الذي شمل عينة تمثيلية من 16.400 شخص مع هامش خطأ 1%.
وتابعت واشنطن وبروكسل وموسكو عن كثب هذا الاقتراع، إذ إن التطورات في أوكرانيا تؤثر كثيراً على موازين القوى في أوروبا.
وقال رومان زفاريتش مساعد رئيس حملة حزب (بلادنا أوكرانيا): إن هذا الحزب الائتلافي الذي يتزعمه رئيس البلاد فيكتور يوكاتشينكو (مستعد لتوقيع مذكرة حول تشكيل ائتلاف) مع كتلة تيموشينكو.
وأوضح رومان بيسميرتني رئيس الحملة الانتخابية للائتلاف الرئاسي أن (بلادنا أوكرانيا وافقت على مبدأ أن الحزب الذي يحصل على أكبر قدر من الأصوات بين المشاركين في الائتلاف سيقترح المرشح إلى منصب رئيس الوزراء). ومن شأن ذلك أن يؤدي مباشرة إلى عودة تيموشينكو التي طالبت بذلك علناً في تعليقها على النتائج الأولية.
وأكدت تيموشينكو أنه في حال رفض يوتشينكو تعيينها (فعليه القبول بيانوكوفيتش رئيسا للوزراء) في إشارة إلى زعيم المعارضة الموالية لروسيا الذي احتل حزبه المرتبة الأولى مع 33% من الأصوات وفق استطلاعات رأي الناخبين أيضاً.
ودعت إلى تشكيل (ائتلاف برتقالي) في البرلمان بين كتلتها والائتلاف الرئاسي بلادنا أوكرانيا بزعامة يوتشينكو والاشتراكيين (5%).
وأوضحت في تصريح لتلفزيون إنتر أن هذا الائتلاف سيسمح للشركاء السابقين في (الثورة البرتقالية) بجمع غالبية 257 مقعداً في البرلمان الجديد الذي يضم 450 نائباً.
وتشكل النتائج في حال تأكدت تبايناً لافتاً مع آخر استطلاعات للرأي قبل الانتخابات التي كانت تتوقع فوز (بلادنا أوكرانيا) بحوالي 20% من الأصوات أي أكثر بأربع نقاط من كتلة تيموشينكو. لكن يوتشينكو أعلن صباح الأحد بدء (مشاورات) الاثنين مع تيموشينكو حول إعادة تشكيل الفريق البرتقالي.
وهذا أمر حيوي للرئيس الذي يحتاج إلى دعم برلماني مستقر لمواصلة نهجه المؤيد للغرب خصوصا أن البرلمان سيشكل الغالبية العظمى من الحكومة.
ويتوقع دخول قوى سياسية أخرى إلى البرلمان لكن نفوذها سيكون هامشياً. وهم الشيوعيون (3%) وكتلة اليسار المتطرف، المعارضة الشعبية ناتاليا فيترينكو (3%) المعارضة بشدة لرئيس البلاد.
ودعي نحو 37 مليون أوكراني إلى الاقتراع لانتخاب 450 نائباً في البرلمان لولاية من خمس سنوات. وبلغت نسبة المشاركة 58% تقريباً قبل ساعتين من إغلاق مراكز الاقتراع وفق اللجنة الانتخابية المركزية.
وتخلل الاقتراع بعض المشكلات ولا سيما في بطاقات التصويت في بعض المراكز لكن ذلك لم يؤثر كثيراً على سير العلمية وفق اللجنة الانتخابية والمنظمة الأوكرانية غير الحكومية (لجنة ناخبي أوكرانيا) المتخصصة في مراقبة الانتخابات.
ودان مراقبون روس الكثير من المشكلات (الفنية) مثل طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع أو نقص في بطاقات الاقتراع أو الصناديق متوقعين (وابلاً من الشكوى) القضائية.
|