Tuesday 28th March,200612234العددالثلاثاء 28 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"دوليات"

أضواء أضواء
قمة البحث عن أموال..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

قبل أن يلتئم قادة الدول العربية اليوم في الخرطوم لعقد الجلسة المهمة للقمة العربية، بدأت القمة فعلياً يوم الأحد الماضي، إذ تميزت هذه القمة عن سابقاتها أنها بدأت تفعّل بنود جدول أعمالها حتى قبل وصول القادة، فتم بحث موضوعات محكمة العدل العربية وصندوق الكوارث، وآلية اختيار أمين عام جامعة الدول العربية، وتشكيل مجلس للأمن والسلام إضافة إلى الموضوعات السياسية ذات العلاقة بالأزمات التي تشهدها المنطقة العربية، كالقضية الفلسطينية والوضع في العراق ومعالجة مسألة دارفور وأوضاع الصومال وجزر القمر.
هذه الحزمة من البنود تمت معالجة الكثير منها قبل وصول قادة الدول العربية، من خلال وزراء الخارجية، فتم بحث موضوعات محكمة العدل وصندوق الكوارث وإمكانية إرسال قوات عربية إلى العراق، واعتزام قيام إسرائيل بتحديد حدود الكيان الإسرائيلي مع فلسطين من جانب واحد. وقد تم رفض جميع هذه المقترحات، ووجد الوزراء أن إنشاء محكمة عدل عربية سابق لأوانه، وأن نجاح مثل هذه المحكمة غير متوفر في الوقت الحاضر، كما أن إنشاء صندوق كوارث غير مجدٍّ في ظل عدم التزام الدول العربية بتسديد ما تلتزم به، ولا يُسدد ما يلتزم به إلا من قبل دولة أو دولتين، إذ يلاحظ أن المملكة العربية السعودية تكاد تكون الدولة الوحيدة التي تسدد ما تلتزم به في مؤتمرات القمة، أما باقي الدول فتنسى ما تفاخر بتقديمه ل (الأشقاء) بعد أن يفض الاجتماع، فحتى الأموال التي قدمت لدعم الفلسطينيين في قمة القاهرة من خلال صندوق القدس لم يكتمل تسديدها، ولم يسدد من تلك الأموال إلا ما وعدت به المملكة..!!
إذن، إنشاء صندوق كوارث يصبح من دون جدوى في ظل عدم الالتزام، أما اختيار أمين عام جامعة الدول العربية، فقد تم اعتماد آلية (الانتخاب) وألا يقتصر المرشح لهذا المنصب على دولة المقر كما هو (معتاد)، ومع هذا فإن إعادة انتخاب السيد عمرو موسى لخمس سنين قادمة كأمين عام للجامعة، أما البند الخاص بتشكيل مجلس للأمن والسلام، فقد رحل إلى القادة العرب، وليس له حظ من الإقرار إلا إذا أريد إضافة (ديكور) جديد للعمل العربي.
أما ما يخص القضايا السياسية العربية، فقد تجاهل اقتراح إرسال قوات عربية إلى العراق لعدم توافر الظروف التي تساعد مثل هذه القوات على أداء عملها، ولكن الوزراء رفعوا للقادة طلباً بأهمية الوجود العربي في العراق، وطلبوا سرعة فتح مكتب للجامعة العربية، وقد تم رصد مليونين لسرعة فتح مكتب تمثيل للجامعة العربية يرأسه دبلوماسي عربي بدرجة سفير، وحث الدول العربية على فتح سفاراتها في بغداد، مع تأكيد القمة العربية على أهمية سرعة تشكيل حكومة وحدة وطنية.
الموقف من القضايا الفلسطينية، إضافة إلى رفض القمة لإجراءات إسرائيل الأحادية بفرض الحدود مع فلسطين، فإن أمام القمة مهمة دعم الشعب الفلسطيني المهدد بالتجويع بعد حجب المساعدات الدولية بعد فوز حماس وتشكيلها للحكومة الفلسطينية، وسيبحث القادة العرب آلية إيصال أموال للسلطة الفلسطينية في ظل رفض الدول الأوربية وأمريكا التعامل مع حكومة تديرها حماس، وقيام قوى دولية بضغوط قوية في هذه المسألة.
أيضاً قضية أخرى ذات علاقة بتوفير أموال، وهي تلك التي تطالب بها السودان لتحويل بقاء القوات الإفريقية التي أرسلها الاتحاد الإفريقي وإرسال قوات دولية إن لم تجد من يحولها.
السودان يأمل أن يساعده أشقاؤه العرب في إبعاد قضية دارفور عن التدويل بتوفير الأموال لبقاء القوات الإفريقية، وقد تجد هذه المسألة دعماً وتعاطفاً من الحضور، إلا أن التعاطف شيء وتخصيص الأموال شيء آخر.. وبعد ذلك الالتزام وتسديد ما يلتزم به.
وهكذا فإن قمة الخرطوم التي أضعفها تغيب عدد من القادة العرب، ستضعفها أيضاً ما يطلب من أموال لانتشال الدول العربية المحاصرة من أزماتها التي ستظل تتفاقم في ظل التقاعس عن تقديم المساعدات من الأشقاء، واستعمال تلك المساعدات من الدول المانحة لزيادة تلك الأزمات.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved