حين يصدر كتاب حديث وتخبره به يقول مستغرباً: كيف لم أعرف بهذا الكتاب، وحين يقف غيره على وثيقة أو مخطوط يقول كيف استطاع ذلك؟!
وحين يتحدث أحدهم بكلام جميل يستغرب كيف تحدث بذلك.
وحين يدلي بمعلومة ويلحظ أنها معروفة لدى الآخرين من قبل حديثه يقول كيف عرفوها؟!
هذه حال فئة من الباحثين قتلهم الغرور العلمي والإعجاب بالنفس حتى ظنوا أنهم قطب رحى المعرفة، ولا تجد معلومة أو تنشر وثيقة إلا من طريقهم أو بعلمهم.
مع أن الصفة الأولى والأهم في الباحث هي التواضع للمعلومة والتواضع مع صاحب المعلومة حتى لو كان دونك في العلم والسن.
تعجبني نصوص كثيرة دونتها لنا كتف التراث في أدب طلب العلم وصفات طالب العلم، وكيف كانوا يتعاملون فيما بينهم وبخاصة في مجالس العلم والتحصيل.
ومتى ما رأى طالب العلم والمثقف الآخرين أنهم أقل منه فسينظر لهم بعد فترة قريبة وقريبة جداً أنهم أعلى منه وبكثير لأن العلم لا يجتمع والتعالي.
فهل يعي ذلك من رأى الآخرين أقل منه؟!
للتواصل :فاكس 2092858 | 
"وَرّاق الجزيرة"