من متابعة دقيقة لطبيعة المجتمع السعودي، يلاحظ أنَّه قابل لإضافة الخبرات الجديدة إليه وقدرته على التفاعل السريع معها...، ولدينا نماذج واضحة تبدأ في مجالات معرفية عديدة استطاع الفرد السعودي التعامل معها والاستفادة منها، بل النجاح فيها بشكل يذهل من حيث اكتسابه لها في مدة زمنية قياسية، ومن حيث مهارته فيها، من ضمن ذلك تفاعله مع معطيات المنجزات التقنية والفنية، والدليل على ذلك تعامله مع أجهزة الحاسوب، وبرامجها، ومتاحاتها بشكل أوضح من ذكاء الفرد وقابليته للاكتساب وإتقانه، ما يجعل نسبة الاستخدام للشبكة الإلكترونية بين أفراد المجتمع السعودي تسجل أعلى المستويات بين الأفراد في دول الخليج، كما أشارت إلى ذلك مواقع البحث ومراجعه.
كذلك وجدنا الفرد السعودي يتعامل على مستوى المعاش والثقافة والتغذية والاستهلاك يتفاعل مع منجزات حديثة بمثل ما يتفاعل معها أصحابها المصدرون لها، ولا أدل على ذلك من قدرة الفرد السعودي على التعامل معها بلغاتها المختلفة سواء في أجهزة الاتصال أو العرض أو الاستخدام اليومي.
ولم يقف تفاعل الفرد السعودي مع منجزات العصر بشكل جيد وبسرعة فائقة عند حدود منتجات الصناعة وغيرها من الوسائل والوسائط، بل شمل ذلك الأساليب والأفكار التربوية والعلمية وامتدت إلى الاقتصاد، إذ نمت بشكل سريع ثقافة هذا الفرد في المجال (المالي) فأصبح يدير أموره المالية بأحدث أساليب الإدارة البنكية والاقتصادية، حتى وجدنا صالات الأسهم في البنوك، وأجهزة الحاسوب في البيوت والمكاتب، وأجهزة الجوالات الهاتفية تكتظ بحركة دؤوبة في متابعة رؤوس الأموال الفردية قلت الأرصدة أو تضخمت.
إنَّ كل هذا مؤشر إلى أن الفرد في هذه البلاد لا يزال ذا قدرات مخبوءة قابلة لأن تكون مجال تجارب تطويرية وتنموية وتوجيهية جيدة من قبل مؤسسات التربية والثقافة ونحوها.
ولا يزال كذلك لم تستخدم جميع الطرق التي تؤهله من توظيف هذه القدرات في مجالات الابتداع الابتكار والتطوير والتحديث ومن ثمَّ الإنجاز والإنتاج.
لا يزال الفرد السعودي مستهلكاً تابعاً، وحين ينظر بجدية وتخطيط فلسوف يغدو صانعاً منتجاً ليتحول دوره إلى أن يحاكى ويتبع ويؤخذ عنه ويتحول من دور المستهلِك إلى المُنجز.
تلك مهمة من يدرس جميع المؤشرات، ومن ثمَّ يضع المخطط التربوي والعلمي والثقافي في وجهة جديدة.
|