Sunday 26th March,200612232العددالأحد 26 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاقتصادية"

سمو أمين مدينة الرياض سمو أمين مدينة الرياض
أنموذج للمسؤول المتجاوب
سلطان بن محمد المالك

عندما أكتب عن موضوع ما، فغالباً ما يكون تعبيراً عن وجهة نظر شخصية قد يجانبها الصواب أو الخطأ، وفي الغالب أحرص على أن أتطرق لمواضيع تهم المصلحة العامة سواء للبلد أم للمواطن، إيماناً مني بأن هذا هو الدور المطلوب مني ككاتب القيام به... وحينما يتم انتقاد أو مدح جهة ما أو مسؤول فالقصد هو إصلاح الخطأ أو الثناء على العمل المنجز ودعوة الآخرين للاقتداء. وحينما يتفاعل المسؤول مباشرة بعد قراءته لمقال في صحيفة أو لموضوع طرح عبر وسائل الإعلام أو شكوى وصلت إليه فهذا هو المطلوب والواجب عليه القيام به، وما أجمل التجاوب حينما يكون حقيقياً.
في الأسبوع الماضي كتبت موضوعاً عن اللافتات الإعلانية التي توضع على الكباري والجسور والتي تسبب تشويهاً حقيقياً لجمال مدينة الرياض ووجهت من خلاله نداءً إلى سمو أمين مدينة الرياض الأمير عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، وكنت أهدف إلى إيصال وجهة نظري لأعلى مسؤول في الأمانة مبيناً أن هناك مشكلة تستدعي التدخل لحلها. ما كنت أتوقعه أن تتجاوب الأمانة مع ما طرحته من خلال مسؤولي العلاقات العامة وذلك بإرسال تعقيب للصحيفة.
المفاجأة لي أن يتصل بي سمو الأمين مباشرة وفي نفس اليوم الذي نشر به المقال وذلك لعلمي بمشاغل ومسؤوليات سموه، حقيقة لا أبالغ فيها أنني تفاجأت عندما دق هاتفي المتنقل وإذا المتحدث بالطرف الآخر، سمو الأمين ويقول لي: أهلاً أخي سلطان، هكذا بكل تواضع وبساطة (والله على ما أقول شهيد)، رحبت بسموه وشكرته على الاتصال، سموه لم يتصل للمعاتبة، ولكنه اتصل كمسؤول يقدر ويعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ويؤمن بالتجاوب مع ما يطرح عبر وسائل الإعلام، قال لي: أنا أتفق معك تماماً في كل حرف كتبته في مقالك، وأن ما يحدث الآن هو تشويه لجمال مدينتنا. وأخبرني بأن هذا الموضوع هو محل اهتمام الأمانة، وأخبرني عن أعمال ومشاريع تقوم بها الأمانة حالياً بهذا الخصوص وليس المجال لذكرها هنا ووعدني خيراً بالقريب العاجل.
وبعد أن انتهينا من المكالمة... تساءلت في نفسي: هل يعي كل مسؤول المسؤولية الملقاة على عاتقه ويهتم برأي الآخرين ويضع من جل أولوياته التجاوب مع وسائل الإعلام وشكاوى المراجعين؟ لا أن يحيلها إلى لجان أو إدارات مهمتها الأساسية الحفظ في الرفوف والتطنيش!!! وللأسف الشديد إن ما يحدث لدى العديد من الجهات هو اختفاء الشخص المسؤول عن الأنظار وإحالة التجاوب مع وسائل الإعلام لإدارات العلاقات العامة (هذا إن وجدت)، مع عدم منحهم صلاحيات كافية بالتصريح أو الرد على الآخرين، وحثهم على استخدام سياسة التطنيش وعدم الاهتمام.
ليت كل مسؤول يعي ويدرك أن غالب ما يكتب أو ما يصل من شكاوي ومقترحات للجهة هي من أناس صادقين يبحثون عن حل لمشاكل وليس لإثارتها، وكثيرون هم الصامتون ممَّن يؤثرون الصمت لعلمهم مسبقاً (أن لا حياة لمن تنادي).
الشكر والتقدير لسمو الأمين على سرعة تجاوبه الكريم، وأسأل الله أن يجعل ما يقوم به من أعمال في خدمة مدينة الرياض وحرصه المستمر على راحة ساكنيها في موازين أعماله، إنه سميع مجيب.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved