* نيويورك - الوكالات:
دعا مجلس الأمن إلى تسريع الاستعدادات حتى ينقل الاتحاد الإفريقي إلى الأمم المتحدة قوة حفظ السلام في دارفور التي تشهد نزاعاً دامياً منذ ثلاث سنوات، ودعا قرار من المجلس إلى بدء التنسيق بين قوات الأمم المتحدة في جنوب السودان وقوات الاتحاد الإفريقي في دارفور ما يعني بداية فعلية للتدخل الدولي في ذلك الإقليم الواقع غربي البلاد.
وفي مقابل هذه التحركات بالتدخل الأجنبي في السودان فإن الخرطوم التي تستضيف الثلاثاء المقبل القمة العربية الثامنة عشرة قالت إنها ستطلب من الزعماء العرب دعم تمويل قوة الاتحاد الإفريقي من أجل تجنب التدخلات الدولية.
وفي قراره الرقم 1663 الذي صدر بإجماع أعضائه الخمسة عشر، مدد مجلس الأمن الدولي ليل الجمعة السبت مهمة الأمم المتحدة في جنوب السودان ستة أشهر حتى 24 أيلول - سبتمبر.
وطلب القرار من مهمة الأمم المتحدة في جنوب السودان (تكثيف جهودها) على صعيد التنسيق مع قوة حفظ السلام في دارفور حتى نقل مسؤوليات هذه القوة إلى قوة الأمم المتحدة.
ودعا القرار الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إلى (إنهاء الخطط) لعملية النقل هذه وأن يقدم له في 24 نيسان - أبريل (سلسلة خيارات حول إنشاء عملية للأمم المتحدة في دارفور).
وطلب أيضاً اقتراحات حول الطريقة التي تمكِّن مهمة الأمم المتحدة في جنوب السودان من مساعدة قوة حفظ السلام في دارفور خلال الفترة الانتقالية، في المجالات العملانية والاتصالات والتحركات.
واوصى المجلس بأن تتم كافة هذه المهمات بالتشاور الوثيق والتنسيق مع الاتحاد الإفريقي وحكومة الوحدة الوطنية في السودان ومع الأطراف المشاركين في محادثات السلام في ابوجا حول دارفور.
ولكن مسؤولين بالأمم المتحدة ودبلوماسيين بمجلس الأمن اعترفوا بأنهم قد لا يستطيعوا إرسال قوات من الأمم المتحدة أو حتى بعثة تقييم للمساعدة في عملية التخطيط دون موافقة حكومة السودان وهم يشجعون الخرطوم على التعاون في عملية انتقالية في نهاية الأمر.
وقال جان ماري جيوهينو قائد عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة (بوضوح هذه بعثة سترسل بموافقة الحكومة السودانية).
وقال مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني للشؤون الخارجية للصحفيين في الخرطوم يوم الجمعة إن حكومته ستطلب من الزعماء العرب الذين سيجتمعون في الخرطوم هذا الأسبوع أن يدعموا مالياً قوة الاتحاد الإفريقي في دارفور. وأضاف أن السودان سيطلب منهم خلال القمة العربية تقديم أموال. والمانحون الرئيسيون لبعثة الاتحاد الإفريقي في السودان هم كندا والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.
وكان مجلس الأمن والسلام المنبثق من الاتحاد الإفريقي وافق في 10 آذار - مارس في أديس أبابا على مبدأ نقل قوة الاتحاد الإفريقي إلى عملية للأمم المتحدة. ومدّد أيضاً مهمة الاتحاد الإفريقي ستة أشهر وهي الفترة الضرورية لإعداد عملية الأمم المتحدة في دارفور.
وقد اتخذ قرار أديس أبابا على رغم معارضة الخرطوم المدعومة من مصر وليبيا اللتين تطالبان بالتوصل أولاً إلى اتفاق سلام في درافور. وقوة الاتحاد الإفريقي هي أول مهمة سلام كبيرة للاتحاد الإفريقي، وتتألف من سبعة آلاف رجل.
وقد أدى النزاع في دارفور إلى مقتل حوالي 300 ألف شخص ونزوح 4.2 ملايين آخرين، حسب تقديرات دولية.
ويطلب مشروع مجلس الأمن من الأمين العام إعداد توصيات خلال شهر بشأن كيف يمكن لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان المساعدة في مواجهة جيش الرب للمقاومة وهي جماعة أوغندية مسلحة عاثت فساداً في المنطقة على مدى عقود.
وروّع جيش الرب للمقاومة السكان في شمال أوغندا طوال عقدين وتسلّل بعض مقاتليه مؤخراً إلى جمهورية الكونجو الديمقراطية المجاورة وأيضاً السودان.
وقتل الجيش الذي يقوده جوزيف كوني عشرات الآلاف من سكان القرى العزّل ومثَّل بجثثهم واختطف أكثر من 10000 طفل ليجندهم كمقاتلين أو حمالين أو في تجارة الرذيلة.
|