حمل تسعين عاماً من الحب والحدب.. علّم بلا عصا فكان لمريديه أحنّ من ذواتهم.. وكان لتلاميذه أقرب من آبائهم.. وحتى في أيام مرضه -وقد طالت- فقد ظل حفيّاً.. وفيّاً.. يستقبل زائريه بالبِشر وتعود إلى وعيه عباراته الأثيرة الممتلئة رعاية وعناية وتشجيعاً.
** في أول لقاء به أهدى صاحبكم (مقامات الحريري) وفي آخر لقاء تحدّث دون أن يتكلم عن (الثقافية) وأفهمنا من يفهمه - ناطقاً وصامتاً- الصديق بندر أنه يتابع ما يدور على الساحة وإن لم يستطع المشاركة فيها.. أما الاثنينية فقد حرص على مأسستها لتبقى -بوجوده ورحيله- منبراً ثقاقياً يحاور ولا يناور.. ويجمع فلا يقطع.. ويعدّد من غير أن يبدّد..
** غادر المعلّم وبقي العَلم.. وافتقدنا المربّي ولم نفقد النموذج.. وتوارى الشخص وتواصلت السيرة والذكرى..
عثمان الصالح، مدرسة رائدة في السلوك والتعامل والتسامح والتواضع.. تأتيه الدعوة فيلبيها للكبير والصغير.. ويلتئم في مجلسه الغني والفقير.. ولا يبخل بالعطاء لمن يطلبه.. والوفاء لمن يستحقه.. وليس لنا في مواقف الوداع سوى أن نذكّر ببعض مآثره لننتظر من أبنائه توثيقاً لسجلّه المشرق.
رحم الله والدنا الجليل وألهم أبناءه وأحفاده الصبر والأجر.. وعزاؤنا للأسرة الثقافيه والتعليمية في غياب رمز نادر لا يتكرر.
** الحياة وقفة.
|