كثير منا يعطي الحكم جزافاً على كثير من معطيات الأمور دون دقة أو تمعن تجعل الحكم يرمي إلى هدف يخدم المصلحة وتتلاشى معه نقاط ومزالق الخطأ.. إننا بهذا المنحى وذلك المسلك كمن أشهر معوله للهدم والتحطيم ويسد باب العمل ويكسر شوكة المحاولة..
جهد الفرد أو الجماعة يجب أن يعطى فرصاً تمكنه من المضي قدماً نحو التقدم والإنتاج والعطاء.. تقدم الشعوب لم يأتِ عفوياً، جاء من عدة عوامل أهمها عامل التشجيع وشحذ الهمم.. وإعطاء قدرة التفكير والتضحية لدى أرباب العقول الناضجة الحية فرصة تمكنهم من الاختراع والإبداع وتذليل العقبات التي تقف في طريقهم.. ليكون ذلك سبيلاً إلى خلق جيل عمل واختراع وإبداع.
لقد فتح الله العقول لجميع بني البشر وميزعقول البعض منهم بميزات نادرة وفريدة.. وهذه نعمة خص الله بها بعض البشر ليخدم الأمة بمخترعاته العلمية الحديثة..!
لو تتبعنا بداية حياة العلماء لوجدناها مجموعة من الهزل واللعب ثم تتدرج لتصبح حقيقة علمية تعطي وتنتج.. وتخترع وتبتكر..! نقلت إحدى الجرائد العربية خبراً مفاده أن أستاذاً وقف يحاضر في إحدى الجامعات في علم الفلسفة والقانون ولاحظ أستاذنا المحاضر أن أحد طلبته يأخذه التفكير بعيداً عن محيط المحاضرة.. ووقف المحاضر فجأة عن الكلام وأخذ يصيح بوجه الطالب وعندما حدق بوجه الطالب رآه يبكي..
ما يبكيك؟ قال له الأستاذ. أما الطالب فقال بعد أن فرغ من البكاء: أبكي لماذا؟! لأنه لا يوجد في البلاد العربية علماء يخترعون ويبتكرون!.. فما كان من أستاذه إلا الصمت ومواصلة إلقاء محاضرته..! الطالب حينما بكى معذور.. لأن بلاده العربية لا يوجد فيها علماء ونحن أمم عُرِفَ منها الاختراع والابتكار وأخذه منها الأجانب.. لنكون عالة عليهم في كل شيء ونتكل عليهم في كل شيء أيضاً. وبالفعل تم لهم ما أرادوه لنا..
إلى متى يا شباب بلادي نبقى عالةً على أعدائنا في متطلبات العصر الحديث؟..
الكل منا يدرك أن عزتنا وتقدمنا مرهون بما نبذله من عمل وعلم وصبر وتضحية لنصل في النهاية إلى ما وصل إليه أعداؤنا وبذلك نعيد سطور التاريخ لتكتب لنا وليس عنا من جديد وتعيد لنا تراثنا العلمي الذي خلَّفه لنا علماء بلادنا العربية الأقدمون.
|