|
انت في"الريـاضيـة" |
|
في مباراة الرائد والجبلين. الكل شاف والكل رأى بأم عينه ما حدث وما جرى. لذلك لا داعي للبكائيات والتباكي على الأخلاق وعلى الروح الرياضية وعلى ما كان يجب أن يسود لأن ما حصل لا يقرّه منطق ولا يقبل به أي أحد حتى من قام بهذه الأعمال أو شارك بها فهم أشد الرافضين لها، بل أكثر المتألمين على ما حدث ومن فرط أساهم وأسفهم على ما حدث فهم يأسفون للحظة التي عرفوا بها الكرة ويتمنون لو ماتوا قبل أن يحصل منهم ما حصل. إذاً هم لا يتحملون مسؤولية ما حصل، بل لا أتردد بأن أقول إنهم أبرياء.. نعم أبرياء.. تماماً والمسؤول عما حصل هو من وتَّر رياضتنا وحوّل تنافسنا إلى شد وجذب والمسؤول هو من يعرف أن هذه المباراة هي بين فريقين الأول تحت ضغط حلم الصعود والثاني تحت ضغط هم خطر الهبوط. ومع هذا يبعث لها حكم عادي أو أقل من عادي وله موقف سابق مع أحد الفريقين ويتحمَّل المسؤولية أيضاً من لم يقم بتوفير رجال الأمن بالعدد الكافي وبالمستوى والشكل الكافي فمن نراهم هم مجرد عساكر ثقيلي الحركة يتحرَّكون بتثاقل وكيفما اتفق ولم يدربوا على فن فك التشاجر. وأبسط شيء لم يقوموا به كأن تشكل طوقاً حول الحكم والمسؤول الأول والأخير هو الحكم بشخصه الذي لم يثبت ويتأنى قليلاً حتى يكف اللاعبون عن اعتراضاتهم ثم يتخذ ما يراه مناسباً، بل كان يزايد على اعتراضاتهم وتثبت مسؤوليته الكاملة بهروبه من الملعب كالغزال من رجال الأمن الذين كانوا يحمونه وتذكيره لنا بالمثل القائل (هربنا من القوم ووقعنا بالسرية) فقد هرب من بين رجال الأمن ومن لاعبين حتى وإن هوشوا فهم لن يجرؤوا على مسّه إلى مشجعين هائجين غير معروفين وغير مسؤولين. لذلك فكل ما حصل بعد انطلاق الحكم كالغزال يعتبر خارج مسؤولية العقاب؛ لأن الهارب يحفز الآخرين على مطاردته بدليل أن المسؤول الذي ظهر بالصور وهو يطارد الحكم كان في البداية يحميه لكن لم يجد ما يفعله أمام غزالية الحكم إلا الركض خلفه والهارب هو في أساسه مذنب وإلا لمَ هرب، لذلك فعمل اللجان يجب ألا يكون تعاطفياً ويقتصر على البحث عمن الذي فعل؟ وكيف فعل؟ بل يكون بالبحث لماذا فعل هذا ما فعل؟ ومتى فعل ذاك ما فعل؟ وعلى اللجان ألا تأخذها العاطفة وتتعاطف مع الحكم فتحاول أن تنتقم له، بل يجب أن تتحقق اللجان عما إذا كان الحكم مسؤولاً عما حل به وعما إذا كان يستحق أيضاً ما حل به. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |