Sunday 19th March,200612225العددالأحد 19 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"عزيزتـي الجزيرة"

حين تكون (الضيافة) في طوابير مُملة حين تكون (الضيافة) في طوابير مُملة

قرأت في جريدتنا الجزيرة عن الخطة الخمسية الثامنة لوزارة الصحة وعن الميزانية المخصصة لها، ولدي وقفة مع هذه الخطة ومع تلك المستشفيات، فلا يخفى على أحد الدور الحيوي الذي يمثله القطاع الصحي ممثلا في المستشفيات والمرافق الصحية التابعة لها في حياة الإنسان، فتلك الأماكن كما هو معلوم يرتادها القاصي والداني وذلك من أجل العلاج ومن أجل خدمة ورعاية طبية عالية المستوى، ولكن المشاهد في تلك المستشفيات والمرافق الصحية التابعة لوزارة الصحة هو التواضع في الخدمة المقدمة لأولئك المرضى والمراجعين ناهيك عن الرعاية الطبية العالية المستوى التي يبحث عنها المريض والمراجع.
وإذا ذهب أحدنا لهذه المستشفيات والمرافق الصحية يجد من يقابله ويرحب به ويضيفه ومن هؤلاء المضيفين:
- تكتل وانتظار ممل تجمعهم صالة الانتظار..!
- صفوف و(طوابير) أمام شباك الصيدليات..!!
- مواعيد طويلة المدى يصحبها روتين ممل مما يجعل ذلك المريض يصرف النظر عنها..!
- أخطاء طبية وفنية تكلف الكثير..!
- موظفون وموظفات ينقصهم حسن التدريب والأداء والمعاملة مع المرضى والمراجعين..!
- غير ذلك من الأمور التي تحدث في الكواليس وبعيداً عن عين الرقيب..!
كل ذلك تجتمع تحت مظلة التأفف والتذمر والتضجر من قبل ذلك المراجع والمريض..
لا أخوض العراك مع أولئك المضيفين فكل نقطة تريد أسطرا وأسطرا ولكن ما أريد التطرق إليه هي نقطة جوهرية ربما هي السبب في نماء أولئك المرحبين وانتشارهم بين أروقة هذه المستشفيات، النقطة التي يريد قلمي التحدث إليها هو النهج الذي تنتهجه وزارة الصحة ببرنامجها (التشغيل والصيانة) بواسطة شركات التشغيل الطبي ويا ليت هذه الشركات شركات مؤهلة تأهيلا عاليا يرشحها للقيام بمثل ذلك، بل جل ما نرى من هذه الشركات التواضع في الأداء والبحث والظفر بكعكة تلك المناقصة التي تطرحها وزارة الصحة فقط، وهذه الشركات لا يهمها جودة الخدمة بقدر ما يهمها الربح المالي والاستثمار بأرواح البشر، وإن أردت أن تخاطب هذه الشركات عن تلك الأسباب تجد من يتحجج بضعف طرح المناقصة من قبل وزارة الصحة وبقلة المردود المالي الذي يصفى لهم بعد قيامهم بصرف رواتب العاملين والخدمات الأخرى.
الخطة الخمسية الثامنة لوزارة الصحة وكان من ضمن خططها تكليف هذه الشركات بالتشغيل الشامل لتلك المستشفيات والمرافق الصحية كما هو معمول به الآن، وإن صار الحال كما هو عليه فلا تقدم منتظر.. لست من معارضي هذه الشركات بل من معارضي استمرار هذه الشركات المتواضعة والقابعة في مستشفياتنا ناهيك عن ضعف الرقابة الإشرافية من قبل وزارة الصحة، فالكل يشتكي من هذا البرنامج المقدم، فهنا المراجعون وهناك العاملون في تلك المستشفيات، المراجع يشتكي بسبب الخدمة المقدمة المتواضعة التي تواجهه، والموظف في تلك المستشفيات طبيباً كان أو فنياً أو حتى إدارياً تراه يتأفف ويشتكي من كثرة المهام الموكلة إليه والأجر عندئذ زهيد جداً، وغير ذلك من حرمانه من التدريب والتأهيل والتطوير مما ينعكس سلباً على الأداء وعلى الخدمة المقدمة للمراجع والمريض.مما سبق يوجد تعجب يطرح نفسه ويريد الجواب عليه عاجلاً:ما الفرق بين المستشفيات التابعة للقطاع العسكري التي تجد الخدمة فيها عالية المستوى من اهتمام ورعاية وعناية التي يفضلها الكثير ناهيك عن المستشفيات الخاصة وبين هذه المستشفيات التابعة لوزارة الصحة التي تجد الخدمة فيها متواضعة..!
من يتحجج بقلة الموارد المالية فحكومتنا الرشيدة تبذل الغالي والرخيص من أجل راحة المواطن والمقيم، والميزانية التي خصصت لهذا القطاع تبشر بالخير، فهل تحسن الوزارة باستغلالها وتوفق أم أنها سوف تكون كسابقاتها..!
إن المواطنين يأملون ويتطلعون إلى خدمة صحية عالية المستوى في ظل ما نراه من الدعم اللامحدود من قبل حكومتنا الرشيدة فهل يجدون ما يتطلعون إليه عاجلاً..!
.. بكل اختصار.. مستشفيات وزارة الصحة تشتكي من سوء حالها الذي يعصف بها وتصرخ وتستنجد..

هادي بن لهد العنزي
الرياض

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved