Sunday 19th March,200612225العددالأحد 19 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"عزيزتـي الجزيرة"

صراع الثقافات صراع الثقافات

سمعنا وقرأنا ما كتب حول تهجم بعض الصحف الأوروبية على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن هذا التصرف من هذه الصحف سيؤدي إلى تعطيل الجهود المبذولة من الداعين صدقاً إلى احترام الشعوب والتعايش السلمي بين الأمم والحضارات.
فالمساس بحبيب الله وأفضل ولد آدم - صلى الله عليه وسلم - أوجس في قلب كل مسلم خيفة وريبة، وكأني بكل مسلم ينادي أين عقلاء القوم!؟ أياً كانت الحجج سواء بحرية الصحافة، أو أن الصحافة لا تمثل رأي الدولة أو أي حجج أخرى ليست مقبولة على الإطلاق للدفاع عن ما فعلته هذه الصحف.
إن هذه الحادثة تعطي المطلع والناقد عدداً من المرئيات منها:
1- أن العالم وإن أصبح متقارباً جغرافياً فإنه لا يزال بينه فوارق إيديولوجية وثقافية ليس من السهل تجاهلها.
2- أن التعايش السلمي بين الأمم يجب أن يبنى على الاحترام المتبادل للثقافات والإيديولوجيات الخاصة بكل أمة وبكل شعب.
3- أننا والغرب لم نفهم بعضنا حتى الآن فهم يدّعون أن ردود أفعالهم هادئة ومنظمة ومبنية على السلم، بينما ردود أفعالنا غاضبة ومدمرة ومبنية على الفوضى والهمجية، وهم بذلك يجهلون أو يتجاهلون أن لدينا خطوطاً حمراء تمس أغلى ما نملك وهو عقيدتنا ونبينا يجب أن تُحترم ولا تُمس.
4- على مر الزمان بات واضحاً فشل التغيير الإلزامي للأيديولوجيات والثقافات وأنه من المستحيل تغيير ثقافات الناس وإديلوجياتهم بالقوة ولا بالسرعة.
بل إن ذلك يحتاج إلى وقت، كذلك يحتاج إلى مبررات لهذا التغيير، وإقناع الناس بأن ذلك يقودهم إلى السعادة الدنيوية أو الأخروية.
5- إن إعطاء الحريات المطلقة للبشر فيه هي مخالفة واضحة لفطرة الله التي فطر الناس عليها، مما يؤكد أن المحافظة على كرامات بني آدم وانسانيتهم يقتضي الحد من الحريات الشخصية المطلقة وحرية الصحافة بموازين تتفق عليها المنظمات الثقافية والإنسانية العالمية.
6- مهما كانت الضغوط ومهما كانت المبررات فإنه من الأجدى أن تكون تحركاتنا جماعية ومنظمة وانفعالاتنا منضبطة بضابط مصالح الأمة الاستراتيجية.
7- إنه من المستحيل تهميش أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لأنه تبين مع الزمن أن هذه الأمة كلما زادت نكباتها كلما عادت إلى أصولها وارتمت على ربها.
وليس ذلك بمستغرب فالدين الأسلامي دين حق وعلم وفطرة سوية فمن ذاق طعم اللجوء إلى إله واحد ومناجاته في سره بحاجته لم يرد لهذا الحق بديلاً.
8- وأخيراً فإن هذه الأمة أصيبت من بعض المنتسبين إليها في تشويهها وتغيير صورتها الحقيقية وسماحتها واستفاد من ذلك من يريد التنقيص منها من أعدائها، فإننا نبرأ مما فعل الجاهلون والمنافقون.
والله من وراء القصد..

د. عبدالعزيز بن عبدالله العريني
الأكاديمية الإسلامية السعودية في الولايات المتحدة

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved