Sunday 19th March,200612225العددالأحد 19 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"عزيزتـي الجزيرة"

إلاّ كرامة وشرف المسلم أيها المحتل إلاّ كرامة وشرف المسلم أيها المحتل

لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ
إن كان في القلب إسلام وإيمان

نشرت جريدة الجزيرة في عددها الصادر يوم الأحد الموافق 5-2-1427هـ في صفحتها الأولى هذا الخبر: (الأمريكيون يجبرون طالبات عراقيات على التعري)، وفي نفس العدد في الصفحة (36) نشرت الجريدة صورة جندي إسرائيلي يدفع امرأة فلسطينية، وكُتب تحت الصورة: (جنود إسرائيليون يعتدون على نساء فلسطينيات عزل).
جاء في الخبر الأول: في جريمة أخلاقية جديدة تضاف إلى جرائم قوات الاحتلال الأمريكي في العراق أفادت أنباء صحفية بقيام قوات الاحتلال برفقة مجندات أمريكيات بإجبار حافلة كانت تقل طالبات عراقيات في معهد إعداد المعلمات في الموصل قبل أيام على الوقوف وخلع ملابسهن والكشف عن صدورهن ونزع رابطات الرأس وباقي الحجاب وكشف شعرهن بالقوة وتحت تهديد السلاح.. الطالبات (44) حاولن الصراخ بأعلى أصواتهن لمنع هذا الاعتداء لكنه قوبل بالضحك والسخرية من جنود الاحتلال..).
وكان من ضمن عنوانهن الخبر الثاني: افتتاح معرض صور في تل أبيب تبين بشاعة جرائم الاحتلال، وجاء فيه: ومن بين صور المعرض تجد الأطفال المذهولين والمسنين الخائفين والنساء الباكيات والمرضى المتأوهين والعمال اليائسين والناس البسطاء المرتمين على الأرض تحت أقدام جنود الاحتلال والجنود الغاصبين أو الجنود المقهقهين وهم ينكلون بالمواطنين الفلسطينيين..).
وبعد قراءة هذين الخبرين وإعادة القراءة والتأمل في واقع المسلمين في هاتين الدولتين: فلسطين والعراق، وانطلاقاً من أن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، كتبت التعقيب الآتي:
- لم يعد المسلم يسمع ويقرأ ويشاهد من أخبار المسلمين إلا ما يحزن النفس ويؤلم القلب ويدمع العين إلا ما ندر، لذا لم يعد يحرص على متابعة الأخبار وخصوصاً أخبار المسلمين لأنه لا يسمع ولا يقرأ أو يشاهد إلا أخبار المآسي والأحزان، فهناك أخبار احتلال وأخبار قتل وتشريد ثم أخبار اعتداء واغتصاب على نساء مسلمات طاهرات عفيفات.
- إن الاحتلال لم يعد احتلال دولة مسلمة واحدة (فلسطين)، بل أصبح الاحتلال احتلال دولتين عربيتين مسلمتين (فلسطين والعراق)، ولم يعد المحتل واحداً (إسرائيل) بل أصبح محتلين اثنين (الإسرائيليون في فلسطين والأمريكيون في العراق).
- إن المحتلين لم يكتفوا باحتلال الأرض والتراب والثروات المادية فقط، بل أصبح الاحتلال احتلال فكر ومبادئ وقيم وعادات وتقاليد.. ووصل اعتداء المحتل إلى الاعتداء على كرامة الإنسان وعرضه وشرفه في تلك الدولتين.
- ثم تساءلت: هل سيكتفي المحتلون باحتلال دولتين عربيتين مسلمتين؟ أم أنهم سيتطاولون ويحتلون دولة أخرى بل ودولاً أخرى! وهل سيبقى المحتل اثنين أم سيخرج علينا محتل ثالث ورابع بعد الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي؟ وبدعاوى ظاهرها الإصلاح والحرية وباطنها الإفساد وقمع الشعوب.
- وتساءلت: لماذا تحتل دول وتغتصب حرمات وتقتل شعوب ونحن في عصر يدعي الأقوياء فيه بأنه عصر حقوق الإنسان وعصر الحريات، بل ويدعون أنهم يحاربون الإرهاب والإرهابيين؟ هل لأن هذه الشعوب مسلمة، أم لأنهم عرب، أم لأنهم ضعفاء، أم لأنهم جبناء، أم لأنهم ابتعدوا عن دينهم، أم لأنهم تفرقوا وتجمع أعداؤهم، أم لماذا؟؟؟
- أليس من يعتدي على بلدي ويخرجني منها ويتطاول على ممتلكاتي وثروات بلادي هو الإرهابي وهو من يتسبب في ظهور ظاهرة الإرهاب والإرهابيين؟
- تشاءمت بالمستقبل الذي ينتظرنا كمسلمين في ظل هذا الضعف والبعد عن تعاليم الإسلام الذي نعيشه، وفي ظل هذه الأخبار المؤلمة، ثم تفاءلت بأن الله على كل شيء قدير، فقد مر بالأمة الإسلامية عصور ضعف وذل لا يتصورها المسلم ثم عادت الأمة وأخذت عزها وقوتها، وأنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون.
- ثم تذكرت عدداً من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والقصائد الرائعة التي قرأناها وسمعناها مراراً وحفظناها صغاراً ومن ذلك قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}، وقوله تعالى: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، وقوله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، فجعل صلى الله عليه وسلم المسلمين شيئاً واحداً وجسداً واحداً وبناء واحداً.. فوجب عليهم أن يتراحموا وأن يتعاطفوا، وأن يتناصحوا، وأن يتواصوا بالحق، وأن يعطف بعضهم على بعض، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل).
- أخي المسلم: كيف يكون حالك حينما تشعر أن إخوانك والناس جميعاً لا يهتمون بك؟ الكل من حولك لا يشعرون بك، لا يعرفون ما يحدث لك، وإذا عرفوا لا يدركون آلامك، وإذا أدركوا لا يحسون باعتصار قلبك وحاجتك إليهم.
- ومن القصائد الرائعة التي تذكرتها قصيدة دم المصلين، ومن أبياتها:


دم المصلين في المحراب ينهمر
والمستغيثون لا رجع ولا أثر
سلوا الملايين من أبناء أمتنا
كم دُيّحوا وبأيدي خائن نحروا
يا أمة الحق إنا رغم محننا
إيماننا ثابت بالله نصطبر
فقد يلين زمان بعد قسوته
وقد تعود إلى أوراقها الشجر

- أخيراً:


إني تذكرت والذكرى مؤرقة
مجداً تلداً بأيدينا أضعناه
أنّى اتجهت إلى الإسلام في بلد
تجده كالطير مقصوصاً جناحاه

حمد بن عبدالله القميزي

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved