لا شك أن الاهتمام باستثمار الأموال قد زاد كثيراً في أيامنا هذه، وشغل الكبير والصغير، الرجال والنساء، الأغنياء والفقراء، فلا ينعقد مجلس إلا ويتطرق الحديث فيه إلى الاستثمارات.
وعليه، يمكن إبراز أهم آثار سوق الأسهم خاصة، والاستثمارات بصفة عامة، على الحياة الاجتماعية في الجوانب الآتية:
أولاً: الأسهم والمساهمات أصبحت حديث الناس وشغلهم الشاغل هذه الأيام، أناس نجحوا وحققوا ثراءً سريعاً، وآخرون تحولوا - نتيجة جهلهم - إلى مفلسين ومرضى.
ثانياً: مع ظهور الاقبال المتزايد من المتعاملين بالأسهم رجالاً ونساء وتورط كثيرون في هذا النوع من الاستثمار، خسر بعضهم صحته وماله ووقته، وتورط بعضهم بحقوق الآخرين مدعياً الكسب السريع لهم.
ثالثاً: إن نسبة المضاربين في سوق الأسهم من صغار المضاربين تتجاوز 80%، تتميز بقلة المعرفة بأسرار هذا الاستثمار وكيفية الدخول إليه والخروج منه، خاصة عند حدوث انهيار حاد في الأسعار.
رابعاً: لقد قيل إن من أراد التعامل بالأسهم فعليه بمجموعة من القواعد المهمة، منها:
1- تقدير حجم المال الذي يخصص للتعامل بالأسهم، وألا يضع الإنسان كل ما يملكه من مال في مجال يحتمل الربح والخسارة.
2- تحديد الموقف من التعامل بالأسهم، مضارباً أو مستثمراً، وبينهما فروق لا تخفى.
2- توزيع المال المستثمر في أسهم أكثر من شركة نقية.
4- استشارة أهل الخبرة في السوق عن أفضل الشركات والأسهم المتداولة.
5- اتقان الانترنت للتعرف على أسرار تجارة الأسهم من خلال مواقع مخصصة للاستثمار في مجال الأسهم.
خامساً: ليس كل شخص يصلح للاستثمار في سوق الأسهم، خاصة قليل الصبر، الذي يتأثر نفسياً ويصيبه القلق والأرق وتشغله الأسهم عن أمور الحياة الأخرى وتكون همه الوحيد بالدنيا.
سادساً: وصل الأمر ببعض المساهمين إلى أن يتخذ قرار البيع أو الشراء بناء على الرؤى والأحلام أو بناء على إحساسه الشخصي.
سابعاً: يلحظ في سوق الأسهم سرعة انتشار الشائعات والاستغلال والعشوائية والحقد والغيرة، ما يؤثر على الحياة الاجتماعية.
ثامناً: لا يخفى أن كثيراً من الناس يتداول الأسهم وغيرها، ومنهم من يُجمد لذلك مبالغ كبيرة، وقد تمكث مدة طويلة من الزمن، وهذا ولا شك يؤثر سلباً على الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
تاسعاً: لقد اختلط في هذا العصر - وللأسف - الحلال بالحرام، نتيجة السعي السريع إلى الكسب، في أي شيء وبأسرع وقت ومن أي مكان وبأي طريقة ووسيلة ممكنة.
عاشراً: وهكذا فإن شيوع ظواهر مثل: التقليد والمحاكاة والموضة والتهافت على كسب المال وانشغال الناس بالقيل والقال وكثرة السؤال واضاعة المال رجالاً ونساءً في مجال التعامل بالأسهم يولد آثاراً جسيمة في النسيج الاجتماعي للأمة ويؤدي إلى شيوع الأنا والجشع وأكل الأموال بالباطل والخداع والغش واهمال الواجبات الأسرية.
ختاماً أقول: إن اختيار المرء استثمارا معينا ينبغي أن ينطلق من أمرين:
الأول: المعرفة الوافية بمختلف أنواع الاستثمار وميزان كل منها.
الثاني: الرؤية الواضحة لأهداف المرء من الاستثمار.
المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - عضو جمعية الاقتصاد السعودية |