Sunday 19th March,200612225العددالأحد 19 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

القطط والفئران القطط والفئران
مالك ناصر درار - جدة

يبدو أن العلاقة التقليدية بين القطط والفئران أصابها الخلل، ودخلت عليها التعديلات؛ حيث تبيّن في بريطانيا أن القطط لا تخيف الفئران، كما أن الفئران لم تعد تخاف من القطط، ويبدو أن هذا الأمر لم يكن مفاجأة.
فمنذ سنة مضت قررت هيئة البريد البريطانية الاستغناء عن القطط التي كانت تعمل عندها في مكاتب الأقاليم والضواحي، وكانت وظيفتها هي منع الفئران من العبث بالخطابات والطرود البريدية، وكانت هناك ميزانية لرعاية وتغذية هذه القطط التي يتولى العناية بها موظفو المكاتب المذكورة. وجاء في حيثيات قرار الاستغناء عن خدمات القطط هو أن الآلات الإلكترونية تقوم بطرد الفئران بصورة أفضل وأكثر نظافة.
لكن ما حدث بعد ذلك أدان القطط بصورة مباشرة.
لقد ارتفعت أعداد الفئران بصورة تدعو إلى القلق، وتثير الخوف من الأمراض والأوبئة، بما في ذلك الأوبئة الهندية وغير الهندية، وفي الوقت نفسه زاد عدد القطط على عدد الفئران، ولم يترتب على زيادة القطط أي نقص في عدد الفئران.
ويثبت وجود خلل في العلاقة الطبيعية بينهما وتأكد قيام نوع من التعايش السلمي بين الفأر والقط في ظل نظام عالمي جديد، تحركات الجهات المسؤولة عن مكافحة الفئران، حيث نصبت لها المصائد الميكانيكية، ثم قررت التخلص منها بحرقها، وكان لا بد أن يتم ذلك بعيدا عن رقابة الجمعيات الأهلية البريطانية لرعاية الحيوانات وجمعيات حقوق الحيوان. وبينما كانت حرائق الفئران مشتعلة في قرية (بنتري) بمقاطعة ويلز انفجرت ماسورة غاز وهددت بيوت القرية جميعها، وانفضح الأمر وعرف الجميع قصة زيادة عدد الفئران والقطط ونية السلطات بالتخلص منها جميعا باعتبار أن الفئران ضارة ومخيفة والقطط لم يعد لها فائدة.
وتساءلت جمعيات حقوق الحيوان عن الطريقة التي سيتم بها التخلص من القطط بعد أن أدانوا طريقة القتل، وجاء الحل من شركة طبية أعلنت أنها توصلت إلى مصل يؤدي إلى نقص هرمونات الذكورة عند القطط، وأنه سيتم حقن القطط بهذا المصل لتتوقف عن التكاثر وتموت بمضي المدة. ولم تعترض الجمعيات على هذه الطريقة الإنسانية.
وهكذا لم يعد أحد يأسف على حال القطط التي فقدت هيبتها أمام الفئران، وفقدت أيضا قدرات أخرى.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved