في أجواءٍ ربيعية لطيفة، وفي صرح من صروح الثقافة والعلم بمحافظة الغاط كان الجميع على موعد مع أحد القادة التربويين في البلاد، رائدٌ جمع بين الهندسة كتخصص دراسة والإدارة كتميز وأنموذج للأكاديميين المثاليين من أبناء الوطن، والتربية بثقة غالية من ولي الأمر وممارسة سابقة إنه سمو الأمير الدكتور: خالد بن عبدالله بن مقرن المشاري آل سعود نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات والذي شرف المحافظة ومكتبة الرحمانية امتداداً لنشاطاتها الثقافية وذلك عصر الأربعاء 16-1-1427هـ بقاعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للمحاضرات والذي كان لقاء سموه أول لقاء يُعقد في هذه القاعة التي تبرع بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لتسليط الضوء على تلطعات وزارة التربية والتعليم المستقبلية وخطتها في الرقي بهذا القطاع المهم والحساس بالبلاد. وقد استهل سموه لقاءه بالحديث عن بدايات تعليم الفتاة في المملكة والتجربة المتميزة التي اختصت بها المملكة في أسلوب تعليم الفتاة وفق تعاليم الشريعة الإسلامية في جو من الحشمة والوقار وما نتج عن هذه التجربة المتميزة من إعداد وتهيئة الفتيات بعد أن وفرت الدولة كافة قنوات التعليم بجميع المراحل والتخصصات وجدارتها على كافة الأصعدة والمستويات المحلية والدولية موضحاً سموه أن التعليم هو المحور الأساس في التنمية وبناء الإنسان، كما عرج على الاهتمام البالغ الذي يناله فتيات اليوم وأمهات المستقبل مبرزاً في ذلك جهد القيادة ورعايتها الكريمة لقطاعات التعليم وحظوتها بقدر وافر من الميزانية العامة للدولة ومن ثم تناول سموه الرؤية المستقبلية للوزارة وسعيها الحثيث لتحقيق كفاءة الميدان التربوي وإعداد الخُطط والدراسات التي تكفل بعد توفيق الله تحقيق نتائج مثمرة ومتفوقة ومن ذلك تطوير مناهج التعليم والرفع من قدرات ممارسي وممارسات مهنة التعليم الكريمة وكذلك تطوير قدرات إداريي قطاعات التعليم الذين يديرون دفة التعليم والتركيز على إيجاد البيئة المناسبة لدور التعليم وإن الوزارة ساعية في بناء العديد من المدارس بحيث يكون المبنى المدرسي شاملا لكافة الخدمات المرافق التي تساهم في نجاح العملية التربوية وتُمكن الطالب من ممارسة الأنشطة، كل ذلك وفق طرح وعرض فريد ورائع ومتميز لا يستغرب من سموه؛ فقد جمع فيه بين الإدارة والتربية ولم تغب عن تنظيمه الهندسة لكونه متخصصا في ذلك. لقد كان عرضاً ممتعاً وشيقاً تمنيت أن يطول، ومما زاد هذا اللقاء رونقاً هو تواضع سموه الجم ونظرته الثاقبة وبُعد نظره وأريحيته وتقبله للنقد وقبوله للرأي الآخر والإجابة بكل شفافية ووضوح عن كل سؤال. وقد لاحظت ذلك عند إجابته عن سؤال أحد الحضور عن مشكلة نقل المعلمات، إذ بدأ سموه الإجابة عليه وبنبرة عاطفية عن أحد الحوادث المرورية الذي تعرض له شهيدات الواجب من المعلمات في المنطقة الجنوبية قبل فترة إذ تحدث عن تضحياتهن في سبيل أداء واجبهن تجاه الوطن، لم يكن سموه محل المدافع عن الوزارة وقطاعاتها وطرق معالجتها للقضايا التربوية والإدارية بل كان محل المعترف بالتقصير الطامح والواعد إلى تقديم الأفضل وحل مشاكل الوزارة التي تحتاج لتعاون الجميع لإكمال رسالة التربية والتعليم واعداً بتسخير وقته وطاقته وكافة العاملين معه الكوكبة النشيطة الذين شرفت المكتبة بتواجد بعضهم وحضورهم هذا اللقاء ضمن الوفد المرافق لسموه. بعد ذلك طرح على سموه بعض الأسئلة من الإخوة والأخوات والمقترحات وأجاب عنها بكل شفافية وصراحة. لقد كانت تلك اللحظات من أجمل اللحظات وأمتع الأيام التي مرت بالمحافظة حلق بنا ضيفها في أغوار التربية والتعليم وأبهجنا بنظرة تفاؤلية لقطاع التعليم والنهضة التي ينتظرها المواطنون والتي يعكف على رسمها وهندستها وزير التربية والتعليم معالي الدكتور: عبدالله بن صالح العبيد ويشاركه فيها سمو نائبه ضيف المكتبة ومعالي النائب لتعليم البنين ووكلاء الوزارة. لقد كانت زيارته حافلة قام خلالها سموه والوفد المرافق بتفقد إدارة التربية والتعليم للبنات وبعض المنشآت التعليمية واستعرض خلالها أبرز احتياجات الإدارة البشرية والآلية ووعد بتلبيتها قريباً.
إن الذي دفعني لكتابة هذه السطور المتواضعة في حق سموه الكريم ومرافقيه هو الجهد والنشاط الذي لا ينكره أحد وتفضله مشكوراً بتشريف المحافظة بالرغم من مشاغله وارتباطاته، فالذي يستعرض السيرة الذاتية لسموه يجد أنه أحد أبناء الوطن الذين يخفر بهم فقد مارس مهنة التعليم كأكاديمي بجامعة الملك سعود بكلية الهندسة ولا يزال، وتولى مناصب قيادية في الجامعة كان آخرها مشرفاً عاماً على الشؤون الإدارية والمالية، وبعد ذلك صدر الأمر الملكي الكريم القاضي بتعيينه نائباً لوزير التربية والتعليم لتعليم البنات فنعم الرجل المناسب في المكان المناسب. وإني إذ أُحيي فيه هذا الإخلاص وهذا النشاط لأدعو الله له وللعاملين معه بدوام التوفيق والسداد خدمة لهذا المرفق المهم، وإلى الأمام وسر بعون الله ورعايته في ظل رعاية حكومتنا الرشيدة أيدها الله فأنت ومن معك طاقم لا يعرف الكلل وهمتكم عالية فجزاكم الله خير الجزاء وجعل عملكم خالصاً لوجهه الكريم، منتهزاً ختام حديثي بتقديم خالص شكري وتقديري لمعالي الأمير عبدالرحمن الأحمد السديري - حفظه الله - مؤسس مكتبة الرحمانية الرافد الثقافي المتميز ذات التصميم البديع والتي أضفت على محافظة الغاط ذات الرمال الذهبية وجبالها اللؤلؤية جمالاً وبهاءً، محيياً في أبنائه البررة ثقافتهم العالية وتشجيعهم لها عبر قنوات عدة، والشكر موصول للقائمين على مكتبة الرحمانية سعادة رئيس مجلسها الاستشاري محافظ الغاط عبدالله بن ناصر السديري ونائبه الدكتور سلمان بن عبدالرحمن السديري والإخوة أعضاء المجلس، على جهودهم وحرصهم على تنويع نشاطات المكتبة، كما أشكر موظفي المكتبة على حسن التنظيم لهذا اللقاء وما سبقه من لقاءات متمنياً لهم التوفيق سائلاً المولى أن يديم على بلادنا أمنها ورغد عيشها وأن يبارك في رجالاتها المخلصين الأوفياء.
|