المكتئبون في حياتنا شريحة اجتماعية تحتاج منا إلى تأمل وحسن تعامل. من المكتئب؟ المكتئب إنسان مضطرب وجدانيا منخفض المزاج يعاني من فقدان الاستمتاع بأنشطة كان متمتعا بها عادة، إضافة إلى ضعف تركيزه وعدم قدرته على إنتاج أي شيء، كما يشعر بالتعب بعد قيامه بأقل مجهود، والشعور بعدم الراحة كلما فاق من نومه، إذ يبكر إلى الاستيقاظ على غير العادة، ولا يستطيع النوم للمرة الثانية.
ومن علامات الاكتئاب أن يحس المريض بدونية وتقدير للذات بدرجة أقل وسط الناس؛ لشعوره بانعدام الثقة بنفسه. ويسيطر الشعور بالذنب عليه بلا مبرر، مما يحسسه بأن جميع مصائب العالم هو المستبب فيها؛ لذا يفقد الأمل ويرى الغد بنظارة سوداء قاتمة. الحياة عنده بهذا الكم قاحلة تماما لا فائدة منها.. تتباين وجهات نظر أفراد المجتمع نحو المكتئب؛ فالبعض يتحرج لوجود مريض اكتئاب في عائلته، وغيرهم يسعى إلى علاجه عبر كل القنوات راضياً بقضاء الله وقدره.
نضع هذه الصورة المشاهدة أمام المختصين في الطب النفسي، وعيادتهم الإنسانية التي كثيرا ما تعيد الابتسامة إلى الباحثين عنها، متسائلين: ما مسببات الاكتئاب، وما وسائل علاجه؟ وكيف نتعامل مع المكتئبين في حياتنا؟
|