مستعجل
مدينة الزهور والورود والحدائق
عبد الرحمن بن سعد السماري

مدينة الرياض.. مدينة ضخمة عملاقة.. تتمدد يومياً.. وتتوسع بشكل منقطع النظير.. ولو أردت الانتقال من طرف من أطراف العاصمة إلى الجهة المقابلة.. لربما صرت في حكم المسافر.
** تخيل شخصاً ينتقل من شرق الجنادرية إلى آخر نقطة غرب الدخل المحدود.. أو ينتقل من طريق الخرج إلى قرب إسكان قوات الأمن الخاصة شمالاً.. كم هي المسافة ؟ وكم يحتاج من وقت وجهد ليقطع هذه المسافة ؟ ومع ذلك كله.. داخل العاصمة.. وكله داخل الرياض.. وكله رياض.
** هذه المدينة العملاقة الكبرى.. وهذه المدينة المكتظة بالسكان والحركة والنشاط التجاري والاقتصادي.. وهذه المدينة المليئة بالهيئات والمؤسسات والجامعات والمتاجر والمعاهد والمصانع والمدارس وكل شيء..
** هذه المدينة.. تُعد اليوم.. من أجمل وأنظف مدن العالم.. رغم أنها مدينة صحراوية يلفها الغبار.. وتتجمع في شوارعها الأتربة المتلاحقة بفعل تيارات الغبار.
** ورغم أن هناك نشاط تجاري كبير.. فإنه يتطاير من هؤلاء ومن المستهلكين كراتين وعلب وفوارغ مختلفة.. ولكن أمانة منطقة الرياض.. جاهزة لكل ذلك.. تراهن على هذه المدينة العملاقة.. أن تكون واحدة من أجمل مدن العالم.
** قبل أيام.. احتضنت هذه المدينة.. مهرجان الزهور.. وانتشرت الورود والزهور في شوارعها.. ونشرت السعادة والبهجة لدى الناس.. وأشاعت جواً من الصفاء والمحبة والود.. وابتسم الناس وانشرحت صدورها.. و(فكَّت اللطمة) وهي ترى الورود تستقبلها في كل مكان.
** انتشرت الورود يوم افتتح سمو أمين منطقة الرياض.. ذلك المهرجان الجميل الرائع.. واحتفل الناس.. وصفقوا لهذا المهرجان الفريد البديع.. الذي يحمل أكثر من معنى.. وكلها معانٍ رائعة جميلة.. فالفكرة في حد ذاتها.. أكثر من رائعة.
** الناس.. زارت هذا المهرجان واستمتعت بأوقات جميلة.. وكانت الرياض بالفعل.. مدينة الزهور والورود..
** هذه المدينة الصحراوية.. التي تلاحقها سحب الغبار.. تحولت إلى مدينة رائعة حالمة.
** هذه المدينة التي لها أكثر من موعد مع ندرة المياه وشح المياه الجوفية والسطحية. هي اليوم.. مدينة خضراء رائعة.
** في الرياض.. تنتشر الحدائق الجميلة.. التي تملأ مساحات العاصمة.. وتغطي أكثر مساحات المدينة..
** الشوارع خضراء مليئة بالأشجار والزهور والورود.. والحدائق تضفي على المدينة منظراً رائعاً.. وجواً جميلاً.
** إن تحويل مدينة صحراوية.. على خصومة مع مصادر المياه.. إلى مدينة خضراء.. مدينة زهور وأشجار وورود.. عمل أشبه بالمستحيل.
** إن جهود أمانة منطقة الرياض.. لم تتوقف عند مجرد وجود حدائق من أشجار وزهور.. بل تجاوزت ذلك إلى إيجاد حدائق ذات جمال وخصوصية وتاريخ.. مثل حديقة (أبو مخروق) وحديقة (المناخ) وحديقة سلام.. وغيرها.. وغيرها.
** إن هذا الجهد العظيم.. جهد ليس بالهين.. جهد عظيم وراءه رجال نذروا أنفسهم لخدمة هذه المدينة العملاقة.. فأبدعوا.. وأعطوا.. وحوَّلوها بجهودهم الجبارة.. إلى هذا المشهد العظيم الرائع.