هذرولوجيا
درعيتك يا صاحب السمو
سليمان الفليح

بل هي درعية الآباء والأجداد وعاصمة المجد في صحرائنا المعتمة منذ أن انبثق النور في أوجه أجدادك الأولين، وشهروا السيف والمصحف أمام قبائل لا تؤمن إلا بقوة السلب والاستلاب، والقَسَم الرهيب بأسماء النوق وأسماء أخواتهم المحصنات، وكان إذ ذاك جدك الكبير الذي أضاء صحروات العرب بمشعله الكبير والمنير عبد العزيز بن محمد الذي تسلَّم مشعله في عتمة من التاريخ، أيضاً (سميه) الفذ (عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل العظيم بعد انقطاع رهيب لعتمة الصحراء وأضاؤوها بالبرق والتماع السيف وصفحة القرآن).
***
كنت أرى الدرعية يا سيدي من (جبل خاشر) المرتفع الشامخ القصي، وكان في جانبي صديقي الوفي والجميل وابن الدرعية الأزلي عبد الله الناصر المستشار الإعلامي الآن في سفارة المملكة في العاصمة البريطانية، وكان يشير لي أن هناك يوجد مسجد عبد العزيز بن محمد الذي اغتيل فيه، وثمة هنالك (فحول الفحول) النخلة التي تتبرك فيها النساء، وثمة هنالك (غار بنت الأمير، وثمة هنالك بعض الخرافات والخزعبلات التي اضمحلت الآن وأصبحت من المضحكات المبكيات.
***
وأذكر أنني قلت لصاحبي أبي عبد العزيز الناصر لماذا لا يعاد إعمار الدرعية الآن؟
فقال لي اسمع يا صاحبي هذه عاصمة المجد ورمز تاريخنا المضيء فلم لا تكتب ذلك في زاويتك إلى (سلمان)؟ أنه شأن الوطن وأمير الوطن.
***
الآن أيها الأصدقاء قد قالها سلمان (إعادة اعمار الدرعية العظيمة لكي تعيد للتاريخ مهابة الزمان والمكان).
وما دام الشيء بالشيء يذكر فلم لا يقوم سكان القرى والهجر القديمة بترميم بيوت أجدادهم الطينية، ولا سيما أن بعضها لم يزل متماسكاً رغم طول هجره، وكذلك هنالك بعض القصور والقلاع التاريخية تتعرض للتلاشي مع أنها كانت في يوم ما من تاريخ هذا الوطن العزيز مثل قصر فيصل الدويش بالأرطاوية والشنيقي في لينا وقصر زعبل في الجوف وقصور حائل التاريخية، والعديد العديد من ملامح هذا التاريخ.. فهل نقتدي بسلمان؟ فعلاً ذلك هو المأمول.