Sunday 19th March,200612225العددالأحد 19 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"دوليات"

أضواء أضواء
هل يستثمر رجال الأعمال العرب العلاقات المميزة بين قادتهم؟
جاسر عبدالعزيز الجاسر

أعادت العراقيل التي أثارتها اعتراضات الكونغرس الأمريكي والجهات المعادية للعرب في الولايات المتحدة الأمريكية في وجه إبرام صفقة موانئ دبي العالمية أعادت للأذهان قصص وأساليب المنغصات التي تثار دائماً في وجه الاستثمارات العربية في الغرب عموماً، كما أن المستثمرين العرب يتذكرون بلا شك الاشتراطات التي ضمنتها بعض الدول الأوروبية التي تفرض عدم سحب استثماراتهم أو تسيلها، وحتى أن تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا كانت قد أعلنت يوم كانت ترأس الحكومة البريطانية عدم إمكانية سحب المستثمرين العرب في بلادها لأموالهم، وأنهم يجب أن يشتروا بضائع بريطانية مقابل أرصدتهم وأموالهم المستثمرة إذا أرادوا إخراجها من بريطانيا.
إذن المال العربي المستثمر في الغرب ليس بآمن وصاحبه ليس حراً، كما يقولون، إذ أصبح تغير القوانين عرضة للتوجهات السياسية والإجراءات الأمنية على خلفية (فوبيا الإرهاب) التي أصبحت هاجساً في جميع الدول الغربية، والإصرار على حصر الإرهاب بالدول العربية، وبالتالي فإن أموال رجال الأعمال العرب عرضة للخطر بمجرد تغير قانون نتيجة توجه سياسي أو استغلال الجهات المعادية للعرب المناخات التي تسود الأوساط السياسية في البلدان الغربية.
هذه الأوضاع تفرض على المستثمرين العرب التفكير جدياً في تحريك أموالهم إلى أماكن آمنة تريحهم من القلق ومن فقدان السيطرة على أموالهم، وكان هؤلاء المستثمرون يشتكون من عدم وجود قنوات ومجالات للاستثمار في بلدانهم وفي المنطقة التي يتواجدون فيها، وبما أننا نتحدث عن المستثمرين العرب، فالحديث ينحصر باتجاه رجال الأعمال العرب الذين لا يحق لهم بعد تعديل وإصلاح قوانين الاستثمار في الوطن العربي وتوفر فرص وقنوات عديدة لتشغيل أموالهم.
أقول لا يحق لهم الوقوف مكتوفي الأيدي وإبقاء استثماراتهم خارج الوطن العربي الذي يحتاج هذه الأموال لإطلاق وتعزيز مسيرة التنمية التي ستفرز انعكاسات إيجابية عديدة على المجتمعات العربية، والمستثمرون سيكونون أكثر الشرائح الاجتماعية استفادة.
إضافة إلى ذلك يمتلك المستثمر العربي ميزة كبيرة تؤهله للحصول على فرص استثمارية وتسهيل أعماله في البلدان العربية من خلال العلاقات المتميزة بين قيادات الدول العربية، ورغم قدرة رجال الأعمال على استثمار الفرص وتوظيف العلاقات، إلا أن الملاحظ أن رجل الأعمال العربي لم يستفد من العلاقات المتميزة بين القادة العرب.
لتوضيح هذه النقطة المهمة، تتميز العلاقات السعودية المصرية بقوة التواصل والعلاقة بين قيادتي البلدين، هذه العلاقة لم يفكر رجال الأعمال في استثمارها ضمن قوانين الاستثمار، إذ لم يفكر رجال الأعمال في تجاوز العقبات وبيروقراطية الإجراءات والتوجه للقيادات مباشرة عند التفكير في إقامة المشاريع الاستراتيجية المشتركة، فالرئيس حسني مبارك لا أعتقد أنه سيمانع في استقبال كبار رجال الأعمال لمناقشة مثل هذه المشاريع وتذليل العقبات، وسبق له أن استقبل الأمير الوليد بن طلال ورجل الأعمال الكويتي الخرافي، ونتج عن ذلك مشاريع استراتيجية جلبت الفائدة لمصر والمكاسب لرجلي الأعمال.
الآن هناك العديد من الفرص الاستثمارية في الوطن العربي، وبالمقابل توجد أموال عربية مهدرة في البلدان الغربية، وعلى رجال الأعمال استثمار هذه الفرص لتحقيق مكاسب لتجارتهم وأموالهم ولأوطانهم ومجتمعاتهم، خاصة أن الظروف والقوانين مهيأة لتحقيق نتائج إيجابية جداً.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved