قلق أمريكي أسترالي ياباني حيال الملف النووي الإيراني
طهران تتهم أمريكا وبريطانيا بإثارة التوترات القومية والدينية في إيران

* طهران - سيدني - الوكالات:
اتهم وزير الداخلية الإيراني مصطفى بور - محمدي أمس السبت الولايات المتحدة وبريطانيا بإثارة التوترات القومية والدينية في إيران، وذلك إثر وقوع هجوم مسلح في محافظة سيستان - بلوشستان أسفر عن سقوط 23 قتيلاً.
وكانت مجموعة مسلحة تسللت من أفغانستان وهاجمت الخميس قافلة على الطريق بين زابل وزهدان بمحافظة سيستان - بلوشستان (جنوب شرق) مما أسفر عن مقتل 23 شخصا في عدادهم محافظ زهدان حسين علي نوري الذي توفي متأثرا بجروحه بحسب وسائل الإعلام، وتقع محافظة سيستان - بلوشستان على الحدود مع أفغانستان وباكستان، وتوجد بها أقلية سنية كبيرة. أما سكان إيران فغالبيتهم من الشيعة.
وقال وزير الداخلية الإيراني في تصريح أوردته وكالة الأنباء ايسنا (من الواضح أن الولايات المتحدة وبريطانيا هما وراء أحداث زابل وخوزستان) وهي محافظة إيرانية أخرى يشكل سكانها العرب أقلية كبيرة. وأضاف الوزير الإيراني (بحسب تقاريرنا فإن مسؤولي أجهزة الأمن الاميركية والبريطانية التقوا زعماء المتمردين ودفعوهم الى ارتكاب مثل هذه الاعتداءات).
وكانت السلطات الإيرانية أعلنت قبل بضعة أشهر توقيف العديد من الناشطين المقربين من الطالبان الأفغان وتنظيم القاعدة الارهابي في سيستان - بلوشستان. وتشهد محافظة خوزستان (جنوب غرب) المجاورة للعراق منذ عام على الأقل اضطرابات مع اعتداءات دامية أسفر آخرها عن سقوط 8 قتلى و46 جريحا في الاهواز كبرى مدنها، كذلك جرت تظاهرات معارضة للسلطة في العام 2005 في مناطق إيرانية ذات غالبية كردية على طول الحدود العراقية.
وقال من جهته قائد الشرطة الجنرال إسماعيل أحمدي مقدم في تصريح نقلته ايسنا (ان القوات الاميركية والبريطانية تسعى إلى خلق حالة من انعدام الأمن في بلادنا، وكذلك في العراق من خلال تأجيج التوترات القومية والدينية، والأحداث الأخيرة (في سيستان- بلوشستان، وخوزستان وكردستان) خير مثال على ذلك).. من جهة أخرى أكدت إيران أمس السبت انها لن تعود عن نشاطاتها النووية الحساسة التي تشتمل على تخصيب اليورانيوم، حسبما صرح غلام حسين إلهام المتحدث باسم الحكومة.
وصرح إلهام للصحافيين (ليس مبررا أن نقبل تعليق نشاطات الأبحاث النووية والتخلي عن حقوقنا التي تضمنها لنا الاتفاقيات الدولية) مضيفا (الإيرانيون لن يسمحوا لنا بذلك)، وقد اقترب مجلس الأمن الدولي من التوصل إلى اتفاق حول صيغة معدلة لمشروع قرار فرنسي- بريطاني يحث إيران على تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم، كما تطالب بذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وترغب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في منح إيران مدة أسبوعين للاستجابة لمطالب الوكالة الدولية فيما تفضل الصين وروسيا، العضوان الدائمان في مجلس الأمن، منح إيران مدة أطول.
من جانب آخر أعربت الولايات المتحدة واستراليا واليابان أمس السبت في سيدني عن (قلقها العميق) حيال الطموحات النووية لإيران، ودعتها مجددا الى الامتثال لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجاء في بيان مشترك أصدره وزراء خارجية الولايات المتحدة كوندوليزا رايس واستراليا الكسندر داونر واليابان تارو اسو الذين عقدوا محادثات ثلاثية حول الأمن (نعرب عن قلق عميق حيال البرنامج النووي الإيراني، وأثرنا ضرورة القيام بعمل منسق في مجلس الأمن لإقناع إيران بالإسراع في وقف أي نشاط مرتبط بتخصيب اليورانيوم)، وتطرقت البلدان الثلاثة أيضا الى الملف النووي الكوري الشمالي ودعت بيونغ يانغ الى استئناف المفاوضات، كما أضاف البيان.
وخلال الجولة الأخيرة من المفاوضات في بكين، في ايلول- سبتمبر 2005 ، وافقت كوريا الشمالية على مبدأ تفكيك برامجها النووية، لكن النظام الشيوعي طرح منذ ذلك الحين مطلبا جديدا يتمثل برفع العقوبات المالية الاميركية المفروضة عليه، وستعود رايس اليوم (أمس) السبت الى واشنطن، منهية أطول جولة تقوم بها في الخارج منذ تسلمها وزارة الخارجية الاميركية مطلع 2004، حيث قامت بجولة حول العالم خلال تسعة أيام.