Sunday 19th March,200612225العددالأحد 19 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"دوليات"

حديث عن وساطة جزائرية بين طهران وواشنطن حديث عن وساطة جزائرية بين طهران وواشنطن
ديفيد ولش: الجزائر تجاوزت مرحلة الأزمة

* الجزائر - محمود أبوبكر:
اختتم نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش زيارته الخاطفة للجزائر (الأربعاء) بعد محادثات أجراها مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بمقر رئاسة الجمهورية تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين بالإضافة إلى القضايا الإقليمية الدولية لا سيما ملف مكافحة الإرهاب، والملف النووي الإيراني والوضع في كل من العراق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
إثر اللقاء الذي خصه به الرئيس بتفليقة ثم زير الخارجية الجزائري محمد بجاوي، قال ولش: إن الولايات المتحدة الأمريكية تقدر قرارات الحكومة الجزائرية والشعب الجزائري بخصوص سياسة المصالحة الداخلية، وأضاف: إن القرار بيد الجزائريين لرسم ما يريدونه وذلك في معرض رده على سؤال يتعلق بموقف الإدارة الأمريكية من الخطوات التي اتخذتها السلطات الجزائرية بخصوص الإفراج عن آلاف المدانين في قضايا إرهابية، وذلك وفقاً للتدابير القانونية التي تضمنها ميثاق المصالحة والسلم المزكي من طرف غالبية الجزائريين.
وأردف المسؤول الأمريكي قائلاً: (أحياناً يتم اتخاذ قرارات صعبة للأشخاص المعنيين بإدارة الشؤون العامة، ونحن نحترم قرارات الحكومة والشعب الجزائري في هذا المجال) مؤكداً في الوقت ذاته أن ما يتم الآن هو شأن داخلي، وبالتالي طالب بضرورة ألا يُفهم الموقف الأمريكي الصادر عنه بأنه تدخل في الشأن الداخلي الجزائري.
وأشاد ديفيد ولش بما تحقق في الجزائر في مجال محافحة الإرهاب بكل الوسائل عاقدا مقارنة بين الأوضاع التي كانت سائدة خلال عقد التسعينيات الآن، مضيفاً أن الجزائر قد تجاوزت مرحلة الأزمة التي شهدتها نتيجة الأعمال الإرهابية، وقال: إنه لمس هذا التحول الذي حدث في السنوات الأخيرة مقارنة بما شاهده هو شخصياً في التسعينيات من القرن الماضي خلال عمله نائباً لمساعد وزير الخارجية.
ولدى تناوله للمحادثات التي أجراها مع المسؤوليين الجزائريين وعلى رأسهم الرئيس قال ولش نظراً لأن العلاقات بين البلدين تشهد تحسنا ملحوظاً وتعاوناً مضطرداً فإن زيارته أتت لدعم هذا الإتجاه مؤكداً أن هناك تعاونا صلبا في مجال مكافحة الإرهاب، مشدداً في الوقت نفسه على أن من حق أي بلد إيجاد السبل المناسبة له في حماية مواطنيه من الإرهاب.
وأشار ولش إلى وجود تطابق في وجهات النظر في كثير من الملفات بين البلدين دون أن ينكر وجود وجهات نظر مختلفة للجانبين في بعضها، ومنها الملف النووي الإيراني حيث يعتقد أن الجزائر تلعب دور الوسيط.
وقال ولش: إنه مثلما يوجد اتفاق بين البلدين على منع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة ومن ذلك إيران، وقع عدم اتفاق في التصويت لدى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة، في إشارة إلى امتناع الجزائر عن التصويت على مشروع أمريكي - فرنسي لإحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن.. مضيفاً أنه تم الاتفاق خلال المحادثات على ضرورة التزام إيران بالتزاماتها الدولية والحل الدبلوماسي للأزمة، وهو الأمر الذي اعتبره المراقبون إشارة من المسؤول الامريكي إلى تكليف الجزائر لمواصلة دورها فيما تحدثت عنه مصادر دبلوماسية دولية عن ثمة وساطة تعد لها الجزائر بين واشنطن وطهران، كما فعلت أواخر السبعينيات لحل أزمة الرهائن الأمريكيين بطهران خاصة أن الرئيس بتفليقة (وزير الخارجية آنذاك كان له الدور البارز في حل الأزمة مع شباب الحرس الثوري الإيراني).
كما أن الزيارات المكوكية التي يقوم بها عدد من مسؤولي الجمهورية الإسلامية نحو الجزائر تشير أيضاً إلى ثمة دور تلعبه الجزائر في هذه المعضلة، إن كانت تفضل الوسائل الدبلوماسية الجزائرية العمل بصمت فإن كثير من المتابعين يؤكدون هذا الدور للتجربة الطويلة التي خاضتها الجزائر في أحداث مشابهة لا سيما الحرب الإيرانية العراقية التي تم توقيع وقف العدائيات بين بغداد وإيران بالجزائر أيضاً فضلاً عن ازمة الرهائن.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved