* باريس - (رويترز):
نظم أكثر من مليون شخص فرنسي مسيرة مناهضة لقانون التوظيف لزيادة الضغوط على الحكومة لإلغاء هذا القانون، وأثارت المعارضة لنظام التعاقد الجديد أزمة خطيرة لحكومة رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان مع تعبئتها الطلاب والمعارضة اليسارية والنقابات العمالية، وفي محاولة لزيادة الضغوط بشكل أكبر قال زعيم نقابي بارز إن المسيرة قد يتبعها إضراب عام.وقال بيرنار ثيبوليه زعيم اتحاد النقابات العامة للعمال، وهو أكبر اتحاد عمالي بفرنسا، إذا لم يستمعوا لنا فإنه سيتعيّن علينا التفكير في التحرك نحو اضراب عام في شتى أنحاء البلد.
وأردف قائلا في القناة الثالثة بالتلفزيون الفرنسي: إنني متفائل .. بأنذ الحكومة ستشعر في نهاية الأمر بالوضع الذي خلقته بنفسها.
وأضاف ان المسيرة ستزيد عن التجمّعات الحاشدة التي شهدتها البلاد في السابع من مارس - آذار عندما قالت الاتحادات العمالية ان مليون شخص خرجوا إلى الشوارع.
وقال دو فيلبان ان القانون الجديد الذي يطلق عليه اسم (تعاقد العمل الأول) سيساعد الشبان على العثور على وظائف وهو أمر مهم لأن البطالة بين الشبان تزيد أكثر من المثلين عن المتوسط العام وتزيد إلى 50 في المائة في بعض الضواحي الفقيرة، حيث كانت أحد العوامل وراء أعمال الشغب التي وقعت في نوفمبر - تشرين الثاني.
ولكن مننتقدين يقولون ان القانون الجديد يسمح لأرباب العمل بطرد الناس الذين تقل اعمارهم عن 26 عاما في أي وقت خلال فترة اختبار تمتد إلى عامين، وان هذا سيدمر الأمن الوظيفي.وفي محاولة لنزع فتيل الأزمة قال الرئيس جاك شيراك إن الحكومة (مستعدة للحوار) بشأن القانون ولكن الجماعات الطلابية والاتحادات العمالية قالت انه يجب على ادارته سحب القانون قبل ان يصبح من الممكن إجراء محادثات.
ويقول محللون ان أي تراجع من قبل دو فيلبان سيلحق الضرر بفرصه إذا رشح نفسه للرئاسة في عام 2007 وقد يضر بمستقبل حزبه الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الذي يتزعمه نيكولا ساركوزي وزير الداخلية وهو مرشح محتمل آخر في الانتخابات.
وفي اشارة إلى الخطر المحتمل على الحكومة اظهر استطلاع للرأي نشر في صحيفة لو باريزيان أمس ان 68 في المائة من الفرنسيين يعارضون القانون بزيادة 13 نقطة مئوية خلال اسبوع.
وأعطى هذا النزاع نقطة تجمع محتملة للحزب الاشتراكي المعارض الذي اضعفته الانقسامات بشأن أوروبا والهزيمة المخزية التي مني بها في انتخابات عام 2002 على الرغم من ان المعلقين يقولون انه لم يستغل بعد هذه الفرصة.وظل نحو 71 شخصا رهن الحجز امس الأول الجمعة بعد يوم واحد من الاحتجاجات الطلابية التي أدت إلى اعمال شغب متفرقة من بينها مواجهة في جماعة السوربون المهيبة في باريس.
والتقى مديرو الجامعة مع دو فيلبان ودعوا إلى تعليق القانون بشكل فوري في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات بشأن تشغيل الشبان وقالوا ان جهود الحكومة لشرح القانون لم تكن كافية.
| 
"دوليات"