* نيروبي الوكالات:
قال السودان إنّه يتوقّع التوصُّل إلى اتفاق سلام في دارفور بحلول نهاية ابريل - نيسان، لكن مركزاً بحثياً قال إنّ الصراع قد يقتل المزيد من الآلاف ويثير حروباً في دول مجاورة.
وتشتعل حرب أهلية في دارفور منذ فبراير - شباط 2003 بين متمردين والقوات الحكومية وميليشيات، حيث قُتل عشرات الآلاف واضطر قرابة مليونين إلى النزوح.
وقال وزير الخارجية السوداني لام أكول للصحفيين في نيروبي إنّ اقتراحاً جديداً لوقف إطلاق النار طرحه الاتحاد الإفريقي سيمكن الخرطوم من إحراز سلام مع جماعتي التمرد الرئيسيتين سريعاً. وأضاف: إن الاتحاد الإفريقي كان متفائلاً للغاية وواثقاً من أنه سيتم التوصل إلى حل للأزمة في دارفور قبل نهاية ابريل - نيسان .. لكن المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات أصدرت تقريراً انتقادياً يوم الجمعة قالت فيه إنّ الآلاف من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يجب ان ينضموا فوراً إلى قوة الاتحاد الإفريقي في دارفور للحيلولة دون مزيد من إراقة الدماء.
وانتقد التقرير المجتمع الدولي لرد فعله السيئ للغاية على الصراع قائلاً ان الفشل في نشر قوات للأمم المتحدة قد يثير ايضا توترات بين السودان وتشاد المجاورة التي تتهم الخرطوم بدعم متمردين عقدوا العزم على الإطاحة بالرئيس ادريس ديبي.
وقال التقرير اذا لم يتم اتخاذ تلك الخطوات فإنه من السهل تماما التكهن بالعواقب وهي.. فقدان عشرات آلاف أخرى من الأرواح وامتداد الصراع إلى تشاد وحروب بالوكالة لزعزعة قطاع واسع من افريقيا. وقدم التقرير تحت عنوان (لإنقاذ دارفور).
ووافق الاتحاد الإفريقي الأسبوع الماضي على مد عمل بعثته في دارفور وقوامها نحو سبعة آلاف جندي حتى 30 سبتمبر - ايلول ثم أبدى تأييده من حيث المبدأ لتحويلها إلى قوة أكبر وأفضل عتاداً تابعة للأمم المتحدة.
وقال السودان إن نشر مثل هذه القوة قبل التوصُّل إلى اتفاق سلام سيعني نهاية المحادثات التي تجرى بوساطة من الاتحاد الافريقي في نيجيريا مع جماعتي التمرد الرئيسيتين وهما حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان.
وقال أكول إن المشكلة تكمن في أن هناك أملاً كاذباً فيما يبدو بأنّ حلاًّ سيأتي من الخارج أو سيتم فرضه من جانب الأمم المتحدة أو حلف شمال الأطلسي أو غيرهما.
هذا وقد عقد فريق وساطة الاتحاد الافريقى برئاسة السفير سام ايبوك اجتماعات منفصلة يوم الجمعة بالعاصمة النيجيرية (أبوجا) مع وفود الحكومة السودانية وحركة جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة.
واستهدفت هذه الاجتماعات الحصول على ردود فعل هذه الأطراف علىالمقترحات المفصلة التي تم عرضها عليها في 12 مارس الماضي بشأن اتفاقية تعزيز وقف إطلاق النار الإنساني.وقال نور الدين المازني الناطق الرسمي باسم الوساطة الإفريقية ان الوثيقة المقترحة ليست جديدة ولا هي اتفاق قائم بذاته، بل هي وثيقة استلزمها الوضع على الأرض وترمي أساسا إلى تدعيم ومعالجة أوجه قصور آليات اتفاق انجامينا لوقف اطلاق النار الإنساني الموقّع في 8 ابريل 2004 .. مشيرا إلى أن هذا الاتفاق ظلت جميع الأطراف بدون استثناء تنتهكه على الرغم من الالتزام الذي غالبا ما أعلنته باحترام واجباتها تجاه هذا الاتفاق.
وأوضح البيان أن السفير ايبوك حث الأطراف السودانية على الكف عن إضاعة المزيد من الوقت والمبادرة إلى توقيع الاتفاق، وقال إن الحكومة سترحب بقوات تابعة للأمم المتحدة بعد التوصل إلى اتفاق سلام في ابريل - نيسان وهو ما قال إنه نطاق زمني واقعي للغاية.
وفي تطور منفصل حثت منظمة هيومان رايتس ووتش مجلس الأمن الدولي على إجبار السودان على قبول قوة تابعة للأمم المتحدة من خلال فرض عقوبات على زعمائه حتى يمكن نشر قوات حفظ السلام مع موعد حلول انتهاء تفويض مهمة الاتحاد الافريقي. وزعم بيتر تاكيرامبودي مدير قسم افريقيا في المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها تعيق الحكومة السودانية نشر قوة تابعة للأمم المتحدة لأنها تخشى من ان وجود قوة أكبر وأفضل عتاداً ربما يعطل برنامجها في دارفور ، على حد قوله.
وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات انه نظراً لذلك فإن استراتيجية الاعتماد على بعثة الاتحاد الافريقي في السودان لمراقبة الوضع في دارفور قد وصلت إلى طريق مسدود ويتعيّن على الأمم المتحدة ان تتحرك فورا لنشر خمسة آلاف جندي من قواتها هناك.
وأضاف التقرير الذي اعده ديفيد موزيرسكي الباحث بالمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات ان مصداقية بعثة الاتحاد الافريقي وصلت إلى أدنى معدل لها على الإطلاق حيث ان وقف اطلاق النار الذي لم تراقبه قط بشكل لائق بات في حالة يرثى لها. ورغم ذلك فإن المجتمع الدولي يتراجع عن القيام بعمل له معنى.
وقال التقرير إن الدفعة الأولى من القوات يجب ان تقودها فرنسا التي لديها خبرة في المنطقة ويتعيّن على المجلس ان يتبع ذلك بتفويض قوة قوامها 15 الف فرد. وأضاف أن السجل الدولي بشان دارفور كئيب رغم تقديم بعض المعونات الغنسانية لإنقاذ أرواح. وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات ان المتمردين التشاديين المرابطين قرب الحدود في غرب دارفور مستعدون على ما يبدو لغزو بلادهم. وأضافت حرب الوكالة المتصاعدة بين السودان وتشاد تهدد بحدوث كارثة انسانية جديدة على جانبي الحدود.
|