Sunday 19th March,200612225العددالأحد 19 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"مقـالات"

من (فخَّخ ويفخِّخ) أبناءنا..؟! من (فخَّخ ويفخِّخ) أبناءنا..؟!
حمّاد بن حامد السالمي

* أبرم أربعة آلاف شخص من قبيلة (آل حسين) من بني شهر في منطقة عسير وثيقة وطنية تعهدوا فيها بالتعاون الجاد مع الجهات الأمنية المختصة كافة في الدولة؛ لملاحقة (المطلوبين) أمنياً، والإبلاغ عن (أصحاب الفكر التكفيري الضال، والمتطرفين)، وتقديم المعلومات التي تساعد في القبض على الطغمة الفاسدة في أي مكان كان في المملكة.
ولنجاح هذا العهد (الوثيقة الوطنية)؛ فقد نظم (آل حسين) الشهريون قاعدة معلومات حاسوبية، تحصي أفراد قبيلتهم؛ وتعد أسرهم، وتعرض هواتفهم؛ وتبين أمكنة سكنهم، ومقار أعمالهم.
* وسبق (آل حسين) في مثل هذا التوجه الواعي الجميل قبيلة أخرى في منطقة نجران هي قبيلة (آل دبيس)، فقد وقَّع أفرادها وثيقة مماثلة تتبرأ من كل من يرتكب جريمة أو خيانة في حق وطنه، ومنها التكفير والتفجير والعمليات الإرهابية، وتقديم العون للجهات الأمنية والإبلاغ عنه. وقد ورد هذا ضمن خبر في جريدة الوطن (يوم الخميس 9 مارس الحالي).
* أقول: حيوا معي جميع أبناء (آل حسين) و(آل دبيس)؛ وكل مواطن سعودي في كل مدينة أو قرية أو بلدة يحمل همَّ وطنه في عقله وقلبه، وينطلق للدفاع عنه بهذا المفهوم الراقي الذي يحسس ويشعر كل فرد في أسرة أو قبيلة؛ صغيرة كانت أو كبيرة، أنه مثلما يقولون بيننا: (عود من عرض حزمة)، أي أنه ليس وحده في كل شيء، وأنه شريك مع الجماعة في الخير والشر؛ وأن هذا العود - الفرد - إن فسد أفسد حزمته التي هي لحمته وجماعته، فكيف لو استسلم ذات يوم ل (التفخيخ)؛ ثم انفجر في لحمته وحزمته.. ماذا يحدث له ولها في النهاية..؟
* وفي هذا الاتجاه الوطني الإيجابي؛ نقرأ رسالة نشرتها صحيفة الرياض في اليوم نفسه موقعة من المواطن (عبد الله المطير) الذي هو من محافظة الزلفي - كما أشار إلى ذلك - وهو والد (إبراهيم المطير) الذي كان ضمن خلية اليرموك؛ بعد هجومها الفاشل على مصفاة بقيق، وفي هذه الرسالة (الصرخة)؛ يتساءل المواطن (المطير) وهو أب مكلوم في ابنه ووطنه، مثل مئات الآباء والأمهات غيره؛ ممن ذهب أبناؤهم وفلذات أكبادهم حطباً لنار الإرهاب الذي ذكاها التطرف المقيت، والغلو والتشدد.. يتساءل هو، ويتساءل غيره، عن تلك القوى الخفية التي لم تكتف بخطف أموال الناس وأرزاقهم ومؤسساتهم ومنابرهم، بل تعدت فخطفت أبناءهم أيضاً لصالح مشروعها الإرهابي الدموي.
* يقول المطير من ضمن تساؤلاته: من جند أبناءنا ليصبحوا هكذا تكفيريين تفجيريين..؟
* من فخخ أبناءنا، وجعل منهم قنابل موقوتة ضد الوطن وأمنه ومقدراته..؟
* إنه السؤال المتلظي الذي يفتح على أكثر من سؤال: من فخخ أبناءنا..؟!
* نعم.. من فخخ هؤلاء الأغرار.. حتى انفجروا بيننا..؟!
* إن للوطن والمواطن أعداءً آخرين خلاف (الدمى المفخخة من المفجرين)؛ منهم من أفتى وجهز ودعم وساند وأيد، ثم انزوى في سجنه، ومنهم من ظل بعيداً عن الأعين مقيماً على ما عزم عليه من أمر شر للبلاد والعباد؛ وهو ينتظر فرصته في تمثيل دوره..؟!
* وإن للوطن والمواطن مستحقات متوجبة على هؤلاء المتسببين في إيذائه، والقاتلين لأبنائه، والمهددين لأمنه، والمخربين لمقدراته ومنجزاته وثقافته..!
* وإن الفرصة مواتية للمساءلة والمحاسبة والمعاقبة، وهي لن تتكرر مرة أخرى بعد تتبع خططهم، ورصد أنشطتهم، وكشف تآمرهم على الحاضر والمستقبل.
* من فخخ أبناءنا - كما قال والد إبراهيم المطير - ثم من هو ما زال يفخخ أبناءنا..؟!
* والأهم من هذا كله؛ ماذا نحن فاعلون؛ بهذا آل (مَن)؛ بعد مرور خمس سنوات من العمليات الإرهابية التي استهدفت الرياض العاصمة، والدمام، والخبر، وبقيق، والرس، والزلفي، وبريدة، وجدة.. ثم لم تسلم منها أقدس بقعتين على وجه الأرض هما: مكة المكرمة والمدينة المنورة..؟
* كيف هي مواجهتنا العملية (الاستراتيجية) على مستوى الدولة والمجتمع والفرد لهذا ال (مَن) الذي عبث بالعقول الطرية حتى أوردها هلاكها..؟
* ينبغي ألا ننسى ونحن نواجه هذا الخطر الكبير أن كثيراً ممن كانوا على قوائم المطلوبين - وقائمة الـ 26 تحديداً - ثم أصبحوا من الهالكين أو الهاربين فيما بعد هم كانوا قبل ذلك في السجون لهذا السبب، وأنهم خرجوا منها في أوقات سابقة، مستغلين تسامح الدولة وسعة صدرها مدعين التوبة والرجوع عما كانوا عليه من ذنب وفكر ضال، لكنهم ما لبثوا أن عادوا إلى ما نهوا عنه من غي ونية مبيتة لزعزعة الأمن، وقتل الآمنين.
* ومرة أخرى.. ينبغي ألا نخدع بمن يدع التوبة ليتملص من العقوبة، ثم يعود إلى دائرته الظلامية من جديد. إن هذا الموقف العدائي من أمن المواطنين وحياتهم ومقدرات بلادهم ومستقبل أولادهم.. يقابل بدائرة غضب وطني واجتماعي تتسع أكثر من ذي قبل، وأن ما بدر من قبيلتين في عسير ونجران، وكذلك من مواطن (مغدور) في ابنه من الزلفي، إنما يصب في هذه الدائرة الوطنية الغاضبة، خصوصاً وأن المنتج السيء للتطرف والتشدد المتمثل في الإرهاب هو خطر جلل يمس اليوم وغداً وبعد غد أغلى ما يملك المواطن السعودي؛ وهو أمنه الوارف الذي ظل يفاخر به طيلة عقود طويلة، فليس من السهولة السكوت على ما يجري، والتفريط في هكذا منجز تبنى عليه المنجزات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية كافة، فمن هنا تأتي أهمية الدور الاجتماعي الفعال الذي كنا وما زلنا نطالب به، ونتطلع إلى تفعليه.. إنه (حلف الفضول) المعاصر الذي يسمو باللحمة الوطنية الواحدة الموحدة في أرجاء الوطن كافة، فيترد صداه المؤنس، بين أعلى قمة في عسير ونجران، وبين عمق الصحراء في نجد، وإلى سواحل الشرقية وجازان، ومفاوز الشمال والربع الخالي.. إلى منائر الحرمين الشريفين في مكة والمدينة.. إننا كلنا مواطنون سعوديون؛ نقف صفاً واحداً ضد كل عابث بأمننا، ومستهتر بحياتنا ومستقبلنا في هذا العالم، نسلم المكفر قبل المفجر، وندين المفتي بالشر قبل المفتى له، وننبذ الخونة والشاذين، المفارقين للجماعة ممن يعيشون بيننا بأجسامهم، بينما قلوبهم مع غيرنا، وولاؤهم معطى لنزلاء تورا بورا.

فاكس 027361552

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved