تدخل الملك عبدالله بن عبدالعزيز فأنقذ السوق من الانهيار، هذا بلاشك ما كان يردده العموم، وهو شبيه بهطول غيث في لحظة يأس.
مبلغ الرسالة أن التفاعل من أعلى سلطة مع ما يؤرق الناس ويقض مضاجعهم خصوصاً فيما يتعلق بلقمة عيشهم, هو أمر ضروري بالغ الأهمية، ومن هنا كان التفاعل عاطفياً قبل أن يكون طمأنينة، فالناس الذين نسوا أخطاءهم وانجرافهم لسوق الأسهم الضخمة دون وعي ربما، هم من نسوا العلقة الساخنة التي تلقوها على رأسهم وتذكروا موقف الحكومة وما تبع ذلك من استجابة أخرى للأمير الوليد بن طلال يُشكر عليها لإنقاذ ما تبقى!
لعل في هذه الخطوة إجلاء للغموض الذي ساد الوضع المتدهور سابقاً ودراسة أسبابه التي جعلت جماهير المستثمرين تصب جام غضبها على المجهول الذي عصف بالسوق وبقي غامضاً حتى هذه لحظة الانفراج تلك.
وهو ما يعني أن صوت المواطن لا يضيع، وأن استغاثته بالسلطة بعد الله في مثل هذه المواقف لم تذهب هباء، كدليل على أن تفاعلاً واضحاً ودقيقاً بات جلياً وقريباً من الناس، كما أن الشفافية التي طالب بها خادم الحرمين وكانت واحداً من عناوينه التي يرددها منذ أن كان ولياً للعهد وحتى بعد أن أصبح ملكاً، هي مطلبه الأساسي كأعلى سلطة في البلاد، وبهذا على الجميع أن يعتبر بمثل هذا المبدأ والاقتداء به، فالناس الذين لم يكونوا يقرؤون كثيراً وكانوا ربما شبه غائبين عما يمور في هذا العالم من حولهم أصبحوا الآن قادرين على فهم ما يجري أكثر من قبل, وذلك لتعدد الوسائل وإلحاح المتابعة لأي عنصر من عناصر الحياة التي أصبحت مترابطة ببعضها في أي بقعة في العالم.
معظم النقاط التي تسجلها الذاكرة في كل يوم لخادم الحرمين الشريفين مرة بعد مرة، تؤكد أن هذا الرجل اختار أن يتعايش مع شعبه بهمومهم وبأحلامهم وكأنه واحد منهم، ولست في موقف أن أبرر أي تفاصيل، فكلكم تتلقونها مع كل حدث جديد يغمر الناس ويلامس مشاعرهم واحتياجاتهم، ولا أظن أي واحد منا ينسى مقولته الشهيرة لوزرائه بأن خير هذه البلاد وفير، فليس لكم عذر بعد اليوم في عدم برهنته وإثباته للمواطن.
|