Wednesday 1st March,200612207العددالاربعاء 1 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الريـاضيـة"

من أسقط النصر أمام الوحدة؟ من أسقط النصر أمام الوحدة؟
رؤية: عيسى الحكمي

في كل مرة يستشعر النصراويون أن شيئاً من ماضي فريقهم الكروي قد عاد تعود مناسبات التوقف وعقارب الزمن بهم لمحطات السؤال عن موعد العودة الحقيقية.
في الأسبوعين الماضيين على سبيل المثال مرَّ النصر بمرحلتين الأولى وضعته على طريق العودة بعد الفوزين على الأنصار والطائي والثانية أعادته من جديد لدائرة البحث عن (النصر) حين خسر من الاتفاق ثم الوحدة أخيراً.
ثمة أمور عدة تسببت فيما يعيشه الأصفر يتفق عليها النصراويون قبل غيرهم، ومن ذلك أن الجيل الذي يدافع عن القمصان الصفراء أثبت أنه لا يستطيع تحمل التركة الثقيلة التي تركها جيل ماجد عبد الله وفهد الهريفي ومحيسن الجمعان ويوسف خميس وصالح المطلق.
بعد مباراة النصر والوحدة تطايرت الأصوات حول من أسقط النصر؟!
هناك من يرى أن اللاعبين هم المتسبّب، وآخر يتهم أخطاء الحكم ظافر أبو زندة، وثالث يرمي بالحمل على المدرب.. والحقيقة أن الثلاثي كانوا عوامل مهمة فيما حل بالنصر في الشرائع، ويضاف لهم استحقاق وتفوق الوحدة بقيادة هداف الموسم عيسى المحياني.
فاللاعبون باستثناء بدر الحقباني وحمد الصقور وطلال المشعل في مساء الأحد كانوا في واد والمباراة في آخر، لقد شاهدنا أشباحاً في الملعب.. كرات خاطئة.. مهارات متواضعة.. فكر ميداني معدوم.. وإلا ماذا يعني تكرار الأخطاء من مباراة لأخرى.. الأهداف التي ولجت المرمى هي نفس الأهداف التي يستقبلها المرمى الأصفر منذ بداية الموسم.. وأداء اللاعبين هو نفسه لا يتغيّر.. إذاً الطموح معدوم والسبب واضح، فلاعب يتلقى مكافآت متواصلة ورواتبه منتظمة وهو لا يتطور لن يتطور!
الحكم ظافر أبو زندة كان بإمكانه تقديم أفضل مما قدم.. لا أحد يعترض على صواب طرده للثنائي إبراهيم شراحيلي ومحمد معجب، وسلامة قراره بجزائية المحياني لكنه في المقابل كان سيصيب الصواب كله لو طبّق ما طبّق على الشراحيلي مع كزادي الذي كرّر المخالفة وهو يحمل بطاقة صفراء من الشوط الأول.
الكثير اتفق بعد المباراة أن أبو زندة فوّت ضربتي جزاء لمصلحة النصر وذلك أمر لا يختلف اثنان في حال ثبوته أنه نقطة تحول في المباراة ونتيجتها.. صحيح أن الحكم بشر واللاعب بشر وكذلك المدرب لكن الخطأ يبقى خطأ وفي كرة القدم تحسم النتائج بواسطة الأخطاء والأفضل هو الأقل وقوعاً فيها.
المدرب يوسف خميس الذي يقود النصر الآن لا شك أن الجميع يشهد بمكانته كلاعب وبالتالي فكره الكروي الرفيع.. لكن المتابع ليوسف المدرب يجد فرقاً كبيراً بين الاثنين.. فيوسف اللاعب الهادىء الذي يقرأ المباراة وبتمريرة يحسمها أصبح الآن شخصية مختلفة على مقاعد البدلاء.. فشخصيته المنفعلة على التحكيم واللاعبين أصبحت علامة بارزة في مشواره التدريبي ومؤثّرة على ما يدور في الملعب.
كما أن قناعاته التي يريد فرضها بحكم منصبه أصبحت توحي بوجود فجوة بينه وبين اللاعبين.. وإلا ماذا يعني غياب الثقفي عن التشكيل في وسط الميدان لمجرد أن يوسف يريده لاعباً في الدفاع الأيسر الذي يوجد فيه الجنوبي وأحمد سعد.
إن بإمكان يوسف أن يكون مدرباً متألقاً كما كان لاعباً ويحقق كل ما يريد إذا تمالك أعصابه أولاً.. وتخلّى عن قناعاته التي تصل أحياناً إلى مرحلة تبعد اللاعبين عنه ثانياً.. خاصة أن الكابتن يوسف يعي نتائج التقارب بين المدرب ولاعبه، كما يعي جيداً آثار التباعد، ويعرف أيضاً أن المدرب يستطيع أن يصنع من اللاعب لاعباً مميزاً مثلما يستطع اللاعب المساهمة في تقديم مدرب متميّز.
باختصار
باختصار أن ما يعيشه النصر هو نتيجة حتمية لحال النصر منذ سنوات ومن يقرأ واقع الأصفر سيجد أن (ترند) التراجع الفني والنتائج بدأ فعلياً بعد موسم 2002 الذي خسر فيه الفريق أربع بطولات ومن ذلك التاريخ يتراجع الحضور حتى وإن كان قد بلغ مراحل متقدمة من المنافسات في السنوات التالية، وهذا يعني أن ما يحصل الآن هو النتيجة النهائية لذلك الترند وحتى يتمكّن صنّاع القرار من عكس الاتجاه لا بد عليهم أن يواصلوا حسابات التجديد وينهجوا الخطوات التصحيحية التي اتبعها المنافسون الباقون في الساحة وذلك لن يتحقق إلا إذا وقف الجميع مع رجل المرحلة فيصل بن عبد الرحمن.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved