Wednesday 1st March,200612207العددالاربعاء 1 ,صفر 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

بين صمان الأمس.. واليوم بين صمان الأمس.. واليوم
محمد بن عبدالعزيز الفيصل

الصمان.. كانت وما تزال من أخصب المناطق البرية ومن أفضلها على الإطلاق للرعي والقنص، ففي أيام الربيع تتحول هذه المساحات الواسعة (المتشابهة) إلى جنات غنّاء يصعب وصفها فتجتمع فيها كل معاني الجمال الطبيعي.. وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه المنطقة تحتوي على العديد من الأماكن الأثرية التي كانت تمثل (المفصل الحقيقي) بين الحياة والموت عند أناس كثيرين ضلوا طريقهم ونفدت المياه من قربهم، وكادت مطاياهم أن تلفظ أنفاسها لولا تلك القطرات من المياه الكدرة الطينية، التي استغرق البحث عنها ساعات طويلة.. فءبيعة أرض الصمان (متشابهة جداً) وبشكل كبير والتلال في تلك المنطقة متساوية في الارتفاع بحيث يصعب على المرء أن يرى الأماكن التي تبعده بمسافات قريبة ولا أحد تخفى عليه قصص (الضياع) والتيهان التي كنا نسمعها بكثرة خلال العقود السابقة.. ولكن مع وجود أجهزة ال(جي بي إس) تقلصت حالات الضياع إلى حد كبير وأصبح قاصد هذه المنطقة بدلا من أن يصطحب معه (الخريطة.. والبوصلة.. والدربيبل..) لا يعتمد إلا على هذا الجهاز الحديث وهو البديل الأفضل لجميع هذه الأمور ولكن في حال تعرض هذا الجهاز لعطل ما فقد يحدث ما لا يحمد عقباه عندما يضل المتنزه الطريق..
ولا يخفى على أحد قول الشاعر:


مهالك مدارك ما بها وناس
إلا الثعل والبوم تسمع صفيره

فكم من الأيام مضت على قائل هذا البيت وأين أنت يا راشد بن دباس لكي ترى الغادي والرائح في الصمان يتجول بكل يسر وسهولة ومن دون أن تعني له هذه المساحات شيئاً من الأهمية سوى أحاديث السمر والفكاهة.
يا لها من أيام مضت عندما كان راشد بن دباس وثلته يشربون الماء الكدر المشوب بالتراب والطين.. في حين أن المتنزهين في أرض الصمان اليوم يصطحبون معهم الماء الزلال بالإضافة إلى الأنواع المختلفة المتنوعة من المشروبات. يا لها من نعمة عظيمة.. نعيشها اليوم لم يكن السبب فيها بعد الله عز وجل إلا جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-.
إن المتجول في أراضي الصمان يلحظ فيها تطوراً عاماً بعد عام فالطرق الوعرة التي تشق طريقها للهجر والقرى استبدلت بالطرق المزفلتة المريحة.. فالطريق المؤدي مثلاً من رماح إلى شوية كان في غاية الوعورة بالإضافة إلى الرمال التي تغطيه أما الآن فالطريق في غاية السهولة والراحة.. إلى غير ذلك من المناطق التي كانت من اصعب الأماكن من ناحية الوصول إليها فأصبحت الآن من أسهل الجهات لقاصديها لاسيما من سكان المنطقة أو من يترددون عليها من المتنزهين.. ومن عادتي أن أزور منطقة الصمان كل عام.. وفي كل عام أرى التطوير والتحسين يلف أنحاءه بشكل كبير وواضح.. كم هو كبير الفرق بين صمان الأمس وصمان اليوم.. ولكن الحديث يطول وفي الجعبة كثير وعلى المسرات نلقاكم.
الرياض 5512 ص.ب. 11432
ALFAISAl411@HOTMAIL.COM

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved