يسلط البعض على أعناق الشباب السعودي تهمة الإحجام عن ممارسة الأعمال الفنية البسيطة كالكهرباء والميكانيكا وما شابهها وهي إحدى التهم الجاهزة التي يصطدم بها الشباب المحتار وإذا كان جزء من هذه التهم صحيحاً بالنسبة للبعض فليس ذلك صحيحاً مطلقاً بالنسبة للكل لأن الأمر يتطلب قبل إلقاء التهم البحث عن الأسباب والمسببات لهذا الإحجام من البعض التي منها نظرة المجتمع نفسه لهذه التوعية من الأعمال وكذلك إتقان المهارة الحقيقية لهذه المهن حتى تحدث الثقة بصاحب المهنة وكان من بين أسباب عزوف البعض أيضاً الظروف الاقتصادية لكن هذه الظروف تم التغلب عليها والحمد لله بفضل ما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - من جهود لفتح فرص عمل جديدة للشباب بما يحقق لهم الأمن والاستقرار المادي حيث تم دعم صندوق التسليف السعودي لدعم أصحاب هذه المهن، لا ننسى كذلك الوعي الاجتماعي الذي ارتقى لتفهم ضرورة العمل في هذه المهنة فعلى الشباب استغلال الفرص وأن يهبوا جميعاً ليحلوا مكان الكوادر الوافدة التي لا يمكن لنا الاعتماد عليها إلى الأبد مع كل ما يوجد بينها وبين مجتمعنا من فوارق فنية بل ودينية أحياناً.
فعلى الشباب أن يدرك هذه الحاجة الملحة لهذه المهن مستفيدين من كل ما تقدمه الدولة - أيدها الله - من مساعدات مع عدم تجاهلنا لنصفنا الآخر حيث إنه لا يمكن لأي مجتمع من المجتمعات أن يتقدم ويتطور إذا كان نصفه عاطلاً عن العمل لذلك ارتبط تقدم المجتمعات بعمل المرأة وقدرتها على العطاء والمشاركة في البناء الحضاري والعمل المهني الشريف في حدود شريعتنا الإسلامية.
مجتمعنا السعودي ولله الحمد له خصوصيته المستمدة من قيمته الإسلامية وأعرافه وعاداته الاجتماعية فإن هذه القيم وهذه العادات لا يمكن لها أن تحجب المراة عن العمل أو تمنعها من المشاركة في صياغة مستقبل الوطن ودفعه إلى مزيد من التقدم والتطور والنماء أمام تطور مجتمعنا وتقدم بنت هذا الوطن علمياً.
إن هذه العادات والتقاليد والقيم تؤدي دوراً أساسياً في توفير الشروط التي تحفظ للمرأة مكانها وكرامتها وتوفر لها كذلك البيئة الملائمة للعطاء والمشاركة في الإنتاج وإيجاد فرص عمل في القطاع الخاص والمشروعات الخاصة مثل المشاغل والمصانع الخاصة بالذهب وأدوات الزينة في الحدود الشرعية.
فعلى شبابنا وبناتنا أن يخطوا لهذه المجالات بخطوات واثقة على طريق التقدم والتطور بما يخدم خطط التنمية والطموحات المستقبلية مع تعاون رجال الأعمال والقطاع الخاص ليتحملوا مسؤوليتهم تجاه البناء والتنمية ونتخلص من كلمة هذا العمل لا يناسبني أو لا يمكن أو مستحيل فلا بد أن تسقط هذه الكلمات من قاموس حياتنا التي نعيشها الآن أمام هذه المتغيرات.
فلا مستحيل مع الرغبة والعزيمة والإصرار حتى لا تفوت الفرصة وتمضي مسرعة كما مضى الكثير من الفرص ونظل منشغلين بعد ذلك بمعالجات أسباب ضياع الفرصة مؤكدين رغبتنا في رفع رصيد التقدم فلنعمل ونجد ونثابر ونبني جسور الثقة في العمل الجاد المخلص الذي نطمح إلى تحقيقه جميعاً من وراء تعاملنا وعملنا لخدمة مجتمعنا.
|